دفعت الأسعار المتضخمة للإقامة والمنتظرة خلال فترة نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا شركات السياحة إلى التفكير في وسائل جديدة للإقامة بعيدا عن الفنادق الكبيرة والصغيرة. وذكرت وسائل الإعلام في جنوب إفريقيا أن مدينة جوهانسبرج التي تستضيف المباراتين الافتتاحية والختامية ستوفر موقعا هائلا لإقامة معسكر كبير يضم العديد من الخيام خلال فترة إقامة البطولة. وينتظر إقامة هذا المعسكر في متنزه ويفرلي بالقرب من الضواحي الشمالية للمدينة ويتسع لنحو 1500 شخص. ومن بين هذا العدد، سيكون بمقدور 1280 شخصا استئجار أماكن في الخيام التي ستقسم إلى وحدات تتسع كل منها لأربعة أو ستة أسرّة نوم جميعها للرجال أو للنساء وهناك وحدات مشتركة للجنسين، طبقا لما ذكره موقع مجلس المدينة على الانترنت. كما سيسمح لنحو 200 شخص آخرين بنصب خيام فردية في المتنزه. وأوضح المنظمون أن فكرة المعسكر تهدف إلى توفير وسائل إقامة للمشجعين الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما والذين لا يستطيعون تحمل نفقات الإقامة في الفنادق. وقبل أقل من أربعة أشهر على انطلاق فعاليات البطولة التي تستضيفها جنوب أفريقيا من 11 جوان إلى 11 جويلية المقبلين، أصبح الاستغلال الرهيب هو السمة السائدة لدى مالكي الفنادق ونزل الضيافة. وضاعف بعض مالكي الفنادق ونزل الضيافة رسوم الإقامة إلى ثلاثة وخمسة أضعاف في فترة البطولة ليصبح من الصعب إيجاد غرفة إقامة مزدوجة بأقل من 1500 راند (نحو 196 دولار). وإلى جانب توفير أماكن للنوم، سيكون بداخل معسكر الخيام شاشات عرض تلفزيونية كبيرة، بالإضافة لمطاعم الوجبات السريعة التي تعمل على مدار 24 ساعة يوميا وكذلك الغسالات الكهربائية وخدمات أخرى مع الحماية الأمنية المشددة. ولن تكون جوهانسبرج أول مدينة توفر مثل هذا المعسكر لإقامة المشجعين في كأس العالم، ولكنها ستكون الأبرد طقسا من بين المدن التي لجأت إلى نفس الأسلوب. وتنخفض درجات الحرارة في جوهانسبرج، أكبر المدن بجنوب إفريقيا والتي تقع على ارتفاع نحو 1600 متر فوق مستوى سطح البحر، لأقل من درجات التجمد خلال فصل الشتاء الذي تقام فيه فعاليات البطولة. وتتكلف إقامة الفرد في هذه الخيام 530 راند (70 دولار) لليلة الواحدة وسيتم تزويد الخيام بسخانات مياه، وذلك طبقا لما ذكرته صحيفة "ذي تايمز". أما الخيام الفردية التي ستنصب في نفس المتنزه فينتظر أن تكلف صاحبها 330 راند لليلة الواحدة. وذكرت صحيفة "صنداي تايمز" أن فكرة إقامة معسكر مشابه في مدينة ديربان الساحلية المطلة على المحيط الهندي قوبلت بالرفض حيث وضع مواطنو ديربان العراقيل أمام إقامة معسكر مماثل بمدرسة "نورثلاندس" والتي تم تسويقها لمشجعي أستراليا وتتسع إلى 200 شخص. وقال أحد مواطني المدينة "لا أريد أن أرى 3000 أسترالي مخمور أمامي لمدة شهرين". وأعربت شركة السياحة المسؤولة عن تسويق المدرسة عن خوفها من غضب المواطنين ولذلك نقلت مكان المعسكر إلى ستاد للكريكيت بجوار استاد المدينة الذي تقام عليه إحدى مباراتي الدور قبل النهائي للبطولة.