تعرف أسعار السمك بولاية تيبازة ارتفاعا فاحشا لم يسبق أن عرفته من قبل، ما جعل المواطن البسيط يستغني نهائيا عن اقتنائها وتناولها رغم قيمتها الغذائية المعتبرة وغناها بالكلسيوم، حيث فضّل الكثير اقتناء اللحوم البيضاء بدل اقتناء واحد كيلوغرام من سمك السردين الذي قفز بين عشية وضحاها إلى 400 دج بميناء بوهارون. أما الجنبري، فبلغ ب 800 دج. باعة السمك الذين حدثتهم "الأمة العربية"، أرجعوا أسباب الارتفاع الجنوني لأسعار السمك التي ألهبت جيوب الناس أساسا إلى قلة الثروة السمكية التي تقلصت بشكل كبير ومعتبر خلال السنوات الأخيرة، وذلك بسبب لجوء العديد من الصيادين إلى استعمال الديناميت في الصيد، إلى جانب استنزاف رمال الشواطئ، ما أدى إلى هروب السمك إلى أعالي البحار، إلى جانب عدم احترام الصيادين لفترة الراحة البيولوجية وتكاثر الأسماك، دون أن ننسى التلوث الذي اعتبروه العامل الرئيسي في انخفاض الإنتاج السمكي بفعل تدفق المياه القذرة والسموم من المصانع، ما يجعل ناقوس الخطر يدق حسبهم علما أن العديد من أنواع السمك توشك على الانقراض تماما. واستنادا إلى أقوال محدثينا من باعة السمك، فإن الارتفاع الجنوني الذي شهدته أسعار السمك بمختلف مناطق تيبازة الساحلية كبوهارون، شرشال، ڤوراية وغيرها، قد بلغ مستوياته القياسية خلال هاته الأيام ومنذ من شهر ديسمبر الماضي، ما جعلهم يقتنون كميات كبيرة من السمك لتثليجها وبيعها في الأيام القادمة خوفا من الندرة التي باتت هاجسهم الوحيد. وأمام قلة وندرة الإنتاج السمكي من جهة، والتهاب الأسعار من جهة أخرى، يجد المواطنون البسطاء أنفسهم عاجزين عن اقتناء ولو كيلوغرام واحد من سمك السردين، هذا النوع من السمك الذي كان بالأمس القريب ذا الاستهلاك الواسع لدى فئة محدودي الدخل.