يعمد العديد من صيادي ولاية تيبازة إلى اختراق الدورة البيولوجية لتكاثر الأسماك، منتهكين بذلك فترة الراحة التي تدوم ثلاثة أشهر ابتداء من شهر ماي إلى غاية جويلية، ما يتسبب في اغتصاب صغار الأسماك التي تصتاد في أولى مراحل حياتها. هذه الخروقات الخطيرة في حق حياة الأسماك، نتج عنها بالمقابل طبعا تراجعا كبيرا في حجم الثروة السمكية، ليتدنى الإنتاج السمكي إلى أدنى المستويات وتعرف بذلك أسعار مختلف أنواع السمك غلاء فاحشا، فسره عدم إقبال المواطن ذي الدخل البسيط على اقتنائها رغم أهميتها الغذائية والصحية، حيث تعدى سعر الكيلوغرام الواحد من سمك السردين على سبيل المثال 400 دج. وبخصوص هذه المسألة، يقول المختصون في تربية المائيات في حديثهم ل "الأمة العربية" إن ما يحدث اليوم من انتهاك خطير في حق الأسماك بشواطئ تيبازة، لا يبشر بالخير إطلاقا، فالثروة السمكية مهددة بالانقراض جراء تعمد الصيادين استعمال المتفجرات كالديناميت، ما دفع بأعداد هائلة من الأسماك للهجرة إلى أعالي البحار نحو مناطق آمنة، علاوة على الصيد في مناطق محرمة التي تتعدى الثلاثة أميال، مشيرين في السياق ذاته إلى خطورة التلوث الذي تسبب في إبادة العديد من الأنواع السمكية والنباتات البحرية، خصوصا بالسواحل الشرقية لمدن تيبازة كفوكة، بوهارون وخميستي، وذلك نتيجة تدفق أطنان من النفايات وكميات معتبرة من المياه القذرة للصرف المنزلي والصناعي، والتي أدت حسبهم إلى مغادرة الأسماك لشواطئ تلك المدن، الأمر الذي جعل ناقوس الخطر يدق، ما يتطلب إعداد برامج وقائية لحماية السواحل التيبازية ووضع حواجز لمنع وتفادي اختراق وانتهاك الدورة البيولوجية، والتي تتوقف عليها ديمومة ووفرة الثروة السمكية، وبالتالي ضمان مصدر رزق جل الصيادين الذين لا قوت لهم إن انقرضت الأسماك.