كشف بشير بودلال، رئيس اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق الشباب الجزائري، عن وجود أكثر من ألف جثة لشباب جزائري "حراڤ" المتواجد حاليا في مصلحة حفظ الجثث في كل من إسبانيا وإيطاليا، مؤكدا عدم اكتراث السلطات الجزائرية بالقضية رغم علمها بالملف. ودعا بشير بودلال مجددا إلى ضروري فتح نقاش فعال حول موضوع جثت الشباب الجزائري "الحراڤ" ودراسته بحكمة وتعقل كبيرين، كونه جد حساس ويبقى وصمة عار على جبين كل جزائري إن لم تسارع الجهات المعنية بنقل هذه الجثث، وأكد في السياق ذاته أنه راسل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يدعوه فيها للإسراع في اتخاذ إجراءات صارمة لنقل هذه الجثث التي تعد بالآلاف إلى أرض الوطن. وأوضح أنه سيعمل كل ما في وسعه لجمع تبرعات من طرف الهلال الجزائري ووزارة التضامن الوطني والمؤسسات الخيرية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، للتكفل بمهمة نقل الجثث، وقال: "سنأخذ المبادرة مع بعض الفعاليات الحكومية وغير الحكومية ورجال أعمال وطنيين، وكذا منظمات الصليب الأحمر الدولية من أجل التكفل السريع بنقل هذه الجثث لأرض الوطن، إذا كانت السلطة الجزائرية لم تتخذ قرارا سياسيا لجلب أبنائها من مخازن حفظ الجثث الأوروبية"، مضيفا "لابد علينا أن نساعدهم على الموت الكريم مادامت السلطة غير قادرة على ضمان العيش الكريم لهم". كما تطرق في حديثه إلى الجزائريين المدفونين بالمقابر المسيحية كي نتجنب تكفل الأجانب بالأموات الجزائريين. من جهة أخرى، طالب بشير بودلال تسهيل مهمة استرجاع جثت هؤلاء الشباب، مشيرا في ذات السياق إلى إنشاء الميثاق الجزائري للحقوق الأساسية كحق التعلم، التربية والحق في الحياة الكريمة التي تحظى بنصيب الأسد. ودعت ذات اللجنة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لانتشال الشباب الجزائري المتواجد حاليا في مركز العبور والراغبين في العودة إلى أرض الوطن، مؤكدا أنه في اتصال مباشر مع أهل هؤلاء الشباب المتواجد في مراكز عبور والمنضمين إلى جمعيات "الحراڤة" في كل من وهران وعنابة. كما ركز ذات المتحدث على نوع آخر من الشباب "الحراڤ" المتواجد حاليا في السجون الليبية والمغرب الأقصى، وكذا في تركيا، الذين يعانون من اعتداءات وحشية وتنكيلات لا إنسانية من حراس السجون هناك، وحتى من طرف المسجونين الليبيين والمغربين والأتراك على حد سواء.