المصير المحتوم تحدّى كل من رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان ورئيس اللجنة الجزائرية لإنقاذ الشباب الجزائري أن تكون المساعي التي يقوم بها وزير التضامن الوطني جمال ولد عباس مساعي جدّية وعملية والدليل كما أكدوه خلال الندوة الصحفية المنعقدة بمقر الرابطة،السبت، بشأن آخر مستجدات مأساة "الحراڤة"، المصير الذي ينتظر جثث "الحراڤة" القابعة في مصالح حفظ الجثث باسبانيا حيث ستتعرض حوالي 600 جثة لم تتحرك السلطات للبت فيها خلال ساعات قليلة للحرق يعود بعضها إلى ثلاث سنوات وبلغت درجة متقدمة من التعفن، واجمع المنشطون للندوة أن مصير جثث "الحراڤة" وصمة عار في جبين وزارة التضامن الوطني على وجه الخصوص والسياسة العامة المتعامل بها مع هذا الملف الحساس الذي يعد مسؤولية دولة لا مبادرة إنسانية وشعارات ترفع في كل مناسبة. * * ولد عباس متهم بتمييع القضية وملف التكفل * * أمّا رئيس اللجنة الجزائرية لإنقاذ الشباب الجزائري بودلال بشير فكشف عن الإرادة الحقيقية للعديد من رجال الأعمال وأصحاب المال قصد التكفل بالمصاريف المادية لنقل الجثث، غير أن الأمر يتعدى نشاطا جمعويا أو هيآت حقوقية فهو متعلق بقرار واتفاقية مشتركة بين الجزائر والدول الأخرى، وهدد المتحدث إذا ما استمرت السلطات في التخلي عن واجباتها وتمييع الملف باتخاذ "مواقف قد تصدم الجميع"، مؤكدا على أنها تبقى دائما في الإطار السلمي، أمّا السيد زهوان رئيس الرابطة فطالب بعودة ملف الشباب إلى صدارة وقمة الأولويات في برنامج الحكومة. * وبشأن الموضوع نفسه، أكد ممثل اللجنة الوطنية لإنقاذ الشباب الجزائري بإسبانيا ورئيس جمعية "أيام" وإمام مسجد بإسبانيا مصطفى بن دحان أن حالات كثيرة لجثث حضروا عملية تغسيلها ومعاينتها أثناء الاستلام انتزعت منها أعضاؤها البشرية واستغلالها من قبل هيآت صحية بإسبانيا، وتتصدر الكلى قائمة الأعضاء الأكثر استغلالا، وفي سؤال "للشروق" عن موقف الهيآت الحقوقية الناشطة في هذا المجال بشأن الموضوع، أوضح المعني أن التبريرات المقدمة تلخّصها الأطراف المعنية بكون الحالة التي انتزع لأجلها العضو كانت مستعجلة جدا ولم يسمح الوضع بالاستشارة سيما وان الجثة مجهولة، ووعد بالكشف عن الأرقام والحصيلة الكاملة لنقل الجثث في مناسبات لاحقة. * من جهته دعا مصطفى بن دحان إلى ضرورة إكرام أبناء الجزائر الذين لم يكرموا في حياتهم، وذلك بالتعجيل في دفنهم واستصدار قرار سياسي أو عقد اتفاقية لحل المشكل الذي يعانية آلاف الشباب وراء البحار، وأشار في هذا الخصوص إلى تسجيل أكثر من 500 شاب ضمن جمعيتهم أبدوا رغبتهم في العودة إلى الوطن، وهو عدد يضاف إلى 4 آلاف سجين "حرّاڤ" بإسبانيا ممن نجوا من المغامرة. * * ولد عباس: ما يشاع كلام فارغ ومتاجرة سياسية بجثث المهاجرين غير الشرعيين * فند، جمال ولد عباس، وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية بالخارج، في تصريح ل "الشروق اليومي"، أمس، تصريحات كل من رئيس الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان ورئيس اللجنة الجزائرية لإنقاذ الشباب، حول تعرض جثث ل "حراڤة" جزائريين، الهالكين في عرض البحر، إلى سرقة الأعضاء أو مخاطر الحرق من قبل السلطات الاسبانية. * وصنف الوزير ولد عباس تلك التصريحات بأنها "كلام فارغ"، على حد قوله، واعتبره بمثابة "متاجرة سياسية بجثث الحراڤة"، مشيرا إلى ربط الوزارة لاتصالات رسمية مع جمعية الجزائريين باسبانيا من أجل متابعة عملية إجراء تحاليل الحمض النووي "أدي أن"، وقال إن "الاتصالات مستمرة وبصفة دائمة وننتظر جواب الاسبانيين لإعطائنا خبر اليقين عن تواجدهم والعدد الحقيقي للجزائريين للقيام بالإجراءات". * وفي السياق نفسه، قال ولد عباس إن مصالحه تقوم بعملها "ضمن أطر احترام الجثث ولا نتاجر بهم سياسيا"، مؤكدا أن الاتصالات ضبطت، هذه الأيام، مع جمعية الجزائريين باسبانيا، موضحا أن الاتصالات تجري حاليا مع دول أخرى، على غرار إيطاليا، فرنسا والبرتغال.