* السابق * 1 of 2 * التالي الطارف : عرفت ولاية الطارف تأخرا فظيعا في انطلاق المشاريع التنموية التي استفادت منها خلال السنوات الماضية حتى أن بعضها مسجل في برنامج 2006 و لم ينطلق إلا بعد التغيير الذي حدث على رأس الولاية في أكتوبر 2010.و قد أدى الوضع الذي عاشته الولاية إلى ركود اقتصادها المحلي حتى غدت بمثابة آلة ضخمة معطلة يحتاج تشغيلها إلى خبرة وجرأة في بيئة عاشت فترة زمنية وسط مشاكل وانسدادات إدارية عويصة فسحت المجال للذهنيات المعادية للعمل والمنشغلة بترويج الشائعات و الأقاويل المسممة للأجواء الزارعة للشك في كل جهد. بهذه المعطيات عين السيد أحمد معبد على رأس الجهاز التنفيذي بمهمة اعادة الاقلاع التنموي للولاية . في هذا المسعى صرح الوالي أنه منذ قدومه ماانفك يعمل حسب تعبيره على فك الإنسدادات و إطلاق المشاريع المتأخرة إضافة إلى إطلاق مشاريع الخماسي الحالي. ما يعني أن الولاية بصدد إنجاز المخططين الخماسيين الإثنين في آن واحد. وقد تبنى رئيس الجهاز التنفيذي للولاية استراتيجية التنمية الشاملة لكل القطاعات في آن واحد مع مراعاة التكامل فيما بينها حتى تكون منسجمة و لا يؤثر بعضها سلبا على البعض الآخر. الوالي في لقائنا به بدا متفائلا بالوصول في أقرب وقت بولاية الطارف إلى الصدارة وطنيا في العديد من المجالات الإنتاجية و الخدماتية و القضاء على المشاكل الإجتماعية. و كل ذلك مثلما أكد في متناول الولاية بناء على ما تزخر به من طاقات غير مستغلة سيتم تثمينها حين انجاز المشاريع الجاري إنجازها و التي ستقود إلى استغلال تلك القدرات. التشخيص قبل العلاج ويذكر والي الطارف أنه بدأ مباشرة بعد تعيينه على رأس الولاية بتشخيص وضعيتها قطاعا قطاعا قبل اتخاذ أي قرار حتى تكون البرامج التنموية المقترحة تتماشى مع خصوصياتها باعتبارها حدودية و ساحلية ( وهي ميزة لا توجد سوى في ولايتين عبرالوطن هما الطارف وتلمسان) إضافة إلى إعطاء كل الإعتبار لقدراتها الطبيعية البيئية والغابية السياحية و الفلاحية والصيدية مما يتطلب حماية كل تلك الصفات من الإفرازات السلبية المختلفة التي قد تنشأ عن مشاريع غير منسجمة مع المحيط العام. بمعنى أنه لا يمكن الإهتمام بقطاع على حساب قطاع آخر، لأن نظرتنا للتنمية مبنية على أساس خدمة القطاعات لبعضها البعض و تكاملها و هذا يسمح بتحقيق تقدم تنموي منسجم في كل المجالات و في آن واحد. الأولوية لتسوية مشكلة الفيضانات و يتطرق الوالي إلى أبرز المشاكل التي وجدها فاعتبر أن مشكل الفيضانات كان في الصدارة إضافة إلى مشاكل التهيئة و الطرقات بمختلف أصنافها الوطنية الولائية و البلدية بسبب تأخر إنطلاق المشاريع التي كان من أسبابه كذلك نقص مكاتب الدراسات و المقاولات المؤهلة القادرة على بناء مشاريع كبيرة في مجال السكن مثلا . مما انجر عنه تسجيل صفقات غير مجدية مما يؤدي إلى ضياع وقت ثمين. و مع تراكم هذه الحالات يصبح مسار التنمية بطيئا جدا. يضاف إلى ذلك المشاكل التي تظهر عند إنجاز المشاريع وهي في كثير من الأحيان ناتجة عن اعتماد دراسات غير دقيقة تتسبب في ظهور كثير من العوائق إلى جانب نقص مواد البناء مثل مشكل عدم وجود محاجر كافية، ففي كل الولاية لا يوجد سوى محجرين إثنين تم تخصيصها لتزويد شركة كوجال. ولهذا فإننا نبحث عن فتح محاجر أخرى عبر الولاية لتلبية احتياجات التنمية. و حتى الأيدي العاملة المتخصصة ناقصة هي الأخرى. كل هذا يحدث في محيط طبيعي حساس و معقد. بما في ذلك وجود أكثر من 14 ألف " براكة " أو مسكن هش يوجد برنامج في طور الإنجاز لصالح سكانها. و يؤكد المسؤول الأول على الولاية بأن استراتيجية التنمية أصبحت واضحة بعد أن تم إحصاء كل احتياجات الولاية بدقة بناء على حصر كل النقائص و العجز الموجود في كل القطاعات و لا سيما في الهياكل القاعدية و لهذا يؤكد أن ما طلبه من مشاريع يتجاوز حجمه بكثير ما حصلت عليه الولاية في المخطط الخماسي. مشكل الفيضانات سيتحول من نقمة إلى نعمة على السكان وبخصوص مشكل الفيضانات الذي تعاني منه ولاية الطارف و الذي يجعل المياه تغمر سهولها طوال أشهر السنة تقريبا يبشر الوالي السكان بأن هذا المشكل سيتحول من نقمة إلى نعمة بعد إنجاز مشروعي سدي بوخروفة و بولطان و مشروع تطهير سهل الطارف الكبير على مساحة 18 ألف هكتار و تحويله إلى محيط فلاحي مسقي كبير يتربع على مساحة 12 ألف هكتار سيوفر آلاف مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة و يدر بخيراته على سكان الولاية و على الوطن ككل، لأنه سيمكن من تطوير عدة شعب فلاحية واستمرار استغلال أراضيه بتقنيات حديثة على مدار أشهر السنة وليس مدة شهرين فقط مثلما كان يحدث سابقا . الدولة ستكون حاضرة لمرافقة و مساندة المنتجين بجميع الوسائل إلى أن تؤتي مشاريعهم ثمارها و بعبارة مختصرة يقول الوالي نحن هنا لإزالة كل العراقيل و المشاكل من طريق المستثمرين و عندما يدخل في الإنتاج نقول له مبروك عليك. ويبدي تفاؤله بمستقبل الولاية فيقول أنه يرشحها لتكون رائدة على المستوى الوطني في إنتاج العديد من المواد لا سيما الطماطم الصناعية و إنتاج الحليب( بالمناسبة أشار إلى تقدم متعاملين بطلبات استثمار من أجل استيراد 7000 بقرة حلوب و إنشاء ملبنات عصرية لإنتاج الحليب و مشتقاته). في نفس الوقت لن تداهم الفيضانات المزارع و الحقول الفلاحية وقد تم تحقيق بعض النتائج منها الشروع في تنظيف الأودية و المجاري المائية وقد خصص لهذه العملية 115 مليار سنتيم. كما سيتم تطهير سهل الطارف والوادي الكبير، برصد 400 مليار لهذا الغرض وسيتم التحكم في مياه الوادي الكبير الذي يغذي سدي بوقوس و ميكسة اللذان يمدان الطارف وعنابة بالماء. السكن الريفي مكمل للقطاع الفلاحي يرى والي الطارف أن طبيعة المنطقة و تخصصها الفلاحي مشجع على السكن الريفي بناء على رغبة المواطنين العاملين في الفلاحة أو المتواجدين في الريف. وكشف بأن كل ملفات طلب السكن الريفي المقدمة قد درست على مستوى الولاية وستتم الإستجابة لكل الطلبات المستوفية للشروط بكل البلديات في مكان إقامة المواطنين مهما كان المكان بعدما أزيلت عقبة قانونية كانت تمنع من بناء السكنات في المناطق الغابية فقد صار من حق المواطن أن يبني في أي مكان هو مقيم فيه. و اعتبر الوالي أن هذا الإجراء قد استجاب لانشغال كبير لدى المواطنين. كما أعلن عن الشروع قريبا في البناء الريفي الجماعي الذي يساعد على توفير مرافق إضافية للسكان ويسهل تقريب الخدمات منهم. و الملفت للإنتباه حسب الوالي أن وفرة المساكن ببعض البلديات وصلت إلى حد لم يوجد بها من يطلب سكنا اجتماعيا ، مثلما لم تسجل أي طعون على توزيع السكن فيها، و هو مؤشر على تحقيق الإكتفاء بنسبة مائة بالمائة. برنامج سكني لتلبية كل الإحتياجات أعلن والي الطارف أن معضلة السكن سيتم تسويتها مائة بالمائة على مستوى تراب الولاية التي استفادت من كل برنامجها من المخطط الخماسي وستتم الإستجابة لكل طلبات السكن الإجتماعي عبر البرامج المختلفة التي تضم في مجموعها 25 ألف وحدة سكنية تم اختيار الأرضيات التي ستبنى عليها بعضها انطلقت أشغال إنجازها و بعضها سينطلق قريبا منها 14 ألف وحدة موجهة للمقيمين بالسكن الهش. و المشجع هنا يذكر نفس المسؤول أنه لا توجد أي مشكلة عقارية واختيار الأراضي للمشاريع يتم بسهولة. كما أن إنجاز المرافق الأخرى التي يحتاجها السكان كالطرقات ومختلف الشبكات والتهيئة والتجهيزات العمومية يتم بالموازاة مع إنجاز السكن حتى يكون كل شيء في موعده عند توزيع المساكن على أصحابها. و أشار الوالي إلى تسليم 3074 وحدة سكنية ما بين اجتماعي وموجه لصالح المقيمين في السكن الهش من بين برنامج يضم 7300 مسكن في إطار الخماسي الأول الذي يتواصل إنجازه. و في البرنامج الخماسي الحالي استفادت الولاية من 13 ألف وحدة سكنية منها 8 آلاف مسكن لصالح المقيمين بالسكن الهش و 5 آلاف مسكن اجتماعي إيجاري ويوجد حاليا 1552 مسكن في طور الإنجاز و الباقي على وشك الإنطلاق بعد اكتمال الإجراءات. وفيما يخص شبكة الطرقات بالولاية يذكر رئيس الهيئة التنفيذية أن لديهم برنامجا على مستوى اللجنة الوطنية يتضمن كل ما تحتاجه الولاية وهم ينتظرون الحصول على هذا البرنامج وإنجازه خلال السنوات الثلاث المتبقية من البرنامج الخماسي. وفيما يخص مقطع ولاية الطارف من الطريق السيار شرق غرب يذكر الوالي أن جميع المشاكل قد حلت وتم تحويل الشبكات وتسوية ملف السكان و لم يبق إلا استئناف الأشغال فعندما تعود " كوجال " لإتمام الأشغال فإنها لن تصادف أي عائق. عن القطاع السياحي الذي يعتبر أحد الركائز الهامة في اقتصاد الولاية في حالة انتعاشه ، يرى السيد معبد أن الإشكالية قد حلت فيما يخص توفير العقار للمستثمرين بعدما صار القرار في يد لجنة المساعدة على تحديد المواقع و ترقية الإستثمار و ضبط العقار. وهي لجنة ولائية تحت إشراف الوالي تستطيع منح العقار الموجه للإستثمار للمشاريع الناجعة الجادة مباشرة وانتهى العمل بالصيغة القديمة التي تفرض إعلان منافسة بين المستثمرين من أجل الحصول على العقار وهي صيغة كما قال أثبتت فشلها لأن فيها كثير من الوقت والمال الضائع للمستثمرين. و بالنسبة لولاية الطارف يقول الوالي أنها بصدد استقبال الملفات ودراستها وإعادة دراسة الملفات القديمة و الناجع منها سيمر بكل تأكيد. جانب الصيد البحري هو الآخر سيشهد تطورا ملحوظا حسب السيد معبد بعد إكتمال أشغال ميناء الصيد بالقالة و المنتظر استلامه في نهاية ديسمبر القادم. و معلوم أن هذا الميناء قد شهد تأخرا كبيرا في إنجازه مما جعل غلاف إنجازه يرتفع من 50 مليارسنتيم سنة 1995 إلى 400 مليارسنتيم حاليا. أما الميناء القديم فسيشهد هو الآخر أشغال توسعة حتى يؤدي مهامه بشكل جيد.