تم تسجيل انخفاض "معتبر" في إنتاج الفراولة بسكيكدة رغم توسعة المساحة التي خصصت هذا الموسم لهذه الفاكهة المفضلة لدى السكان المحليين حسب ما علم أمس من المكلف بالاتصال بمديرية المصالح الفلاحية بالولاية رابح مسيخ. وأوضح نفس المتحدث ل/وأج على هامش المعرض المقام لمنتجي الفراولة بمناسبة عيدها السنوي بساحة أول نوفمبر1954 بوسط مدينة سكيكدة أن انتاج هذا الموسم قد تراجع بحوالي 30 بالمائة مقارنة بالموسم الماضي أي ما يعادل 12985 قنطار مقابل 25075 قنطار العام 2016 .وأفاد ذات المصدر، بأن مردود الإنتاج قد وصل هذه السنة إلى 66 قنطارا في الهكتار على مساحة مزروعة ب 303 هكتارات مقابل حوالي 80 قنطارا في الهكتار على مساحة إجمالية ب 285 هكتارا العام الماضي . وقد أرجع من جهته مراد بورقوق رئيس الغرفة الفلاحية المحلية التي بادرت هذه السنة إلى تنظيم تظاهرة عيد الفراولة أسباب انخفاض الإنتاج هذا الموسم إلى نقس تساقط الأمطار خلال الموسم الفلاحي الحالي.وصرح كذلك أنه بالنظر إلى الجفاف الذي تعرضت له أغلب المناطق المنتجة للفراولة عبر الولاية على غرار تمالوس والحدائق وبوشطاطة وعين الزويت دفع بالمسؤولين إلى التفكير في اعتماد نظام السقي التكميلي من خلال إنجاز حواجز مائية وحفر الآبار لأجل تنمية هذه الشعبة .وقد طرح عدد من الفلاحين الذين يختصون في إنتاج الفراولة انشغالاتهم إلى المسؤولين المعنيين على أمل إيجاد حلول لها و الارتقاء بهذه الشعبة حسب ما أعرب عنه السعيد بولعراس (65 سنة) والمتحصل على المرتبة الأولى لأحسن منتج للفراولة لعام 2015 و الذي أكد أنه ينتج الفراولة منذ 30 سنة. ومن بين أبرز المشاكل التي يعاني منها منتجو الفراولة بولاية سكيكدة انعدام المسالك المؤدية إلى أراضيهم رغم كثرة الشكاوى فضلا عن عدم تسوية وضعية الأراضي التي يستغلونها من طرف محافظة الغابات وفقا للسيد بولعراس مشيرا إلى أن أغلب العائلات التي كانت تمارس هذا النشاط قد هاجرت ونزحت إلى المراكز العمرانية الكبرى في سنوات التسعينيات تبدي حاليا رغبتها في العودة إلى أراضيها الأصلية لممارسة هذا النوع من الزراعة لكنها تشترط، حسبه، توفر كامل وسائل الإنتاج على غرار مياه السقي مياه و إنجاز الطرق والسكن الريفي لضمان الاستقرار واعتبر رئيس الغرفة الفلاحية المحلية أنه لا يمكن التفكير حاليا في تصدير هذه الفاكهة إلى الخارج قائلا:" عندما يصبح الإنتاج وفيرا وتحل جميع مشاكل الفلاحين سيتم التفكير حينها في التصدير وفي آفاق أخرى لهذه الفاكهة" .تتوفر ولاية سكيكدة على عدة أنواع من هذه الفاكهة التي لها شعبية كبيرة على غرار"روسيكادا" المحلية التي استقدمها إلى المنطقة العام 1920 معمرون إيطاليون وتم زرعها على نطاق واسع لاسيما في جبال سطورة والشاطئ الكبير فضلا عن بلدية عين زويت.ويعد هذا النوع من الفراولة الأكثر وفرة والأكثر طلبا في الوقت الراهن وفقا لما أوضحه المكلف بالاتصال بمديرية الفلاحة مضيفا أن "روسيكادا" عرفت طوال القرن الماضي تطورا ملحوظا لخصائصها الوراثية خاصة وأن نوعية التربة والمناخ وبيئتها الطبيعية أعطتها نكهة خاصة وتبقى "روسيكادا" التي طغت على أنواع الفراولة السكيكدية مطلوبة من طرف 80 بالمائة من المستهلكين ولكن مع مشكل حجمها إذ لا يمكن تصبيرها وضمان حفظ كامل لخصائص مذاقها إلا لفترة يومين متتاليين فقط .كما توجد بسكيكدة أنواع أخرى عديدة من الفراولة على غرار "التيوغا" و "الدوغلاس" اللتين تتصفان بحجمهما الكبير نوعا ما وكذلك شكلهما الجميل لكنهما يحملان نسبة مرتفعة من الحموضة لتبقى من إيجابيات هذين النوعين اللذين أدخلا على المنطقة سنة 1970 في إطار الإرشاد الفلاحي من طرف معهد تنمية زراعة محاصيل الخضر أنهما يقاومان النقل ويتحملان مدة التخزين التي تصل إلى أربعة أيام.وقد تم الاحتفال هذه السنة بعيد الفراولة بطريقة محتشمة جدا حيث لم تنظم أيه مسابقة لاختيار أحسن منتج للفراولة أو أميرة الفراولة التي اعتاد السكيكديون على رؤيتها وانتخابها كل سنة.وقد اقتصر برنامج التظاهرة هذه السنة على إقامة كرنفال متواضع مساء أمس الأحد، جاب الشارع الرئيسي لبلدية سكيكدة انطلاقا من الملعب البلدي 20 أوت 1955 مرورا بحي الممرات وشارع ديدوش مروراد وصولا إلى النزل البلدي . وشاركت في هذا الكرنفال فرق فلكلورية محلية وعناصر الكشافة الإسلامية الجزائرية فضلا على فرق الخيالة لنادي الفروسية لحمادي كرومة بالإضافة إلى قامة معرض للفراولة بمشاركة حوالي 40 منتجا لهذه الفاكهة.