ينشط عبر إقليم ولاية تيزي وزو ما لا يقل عن 4آلاف و 526جمعية، معتمدة في مختلف المجالات و القطاعات،الخيرية منها و الاجتماعية،الثقافية و الرياضية،أكثر من 50 بالمائة منها تعنى بالشباب،هذه الفئة التي تتغنى السلطات المحلية و في كل فرصة تتاح لها،بعدد المنشآت و الهياكل و كذا الجمعيات الموجهة للاهتمام بها، و التكفل بحاجياتها، و استنادا للغة الأرقام و إحصاء مجموع هذه الهياكل، نجد أن الولاية تتوفر و لغاية السنة الجارية على 22 ملعب جواري، 8 قاعات متعددة الرياضات،7مراكز رياضية جوارية،170دار شباب،19 قاعة رياضية،5 مأوى الشباب،20قاعة مطالعة و 04 مكتبات بلدية، ناهيك عن جملة المشاريع المبرمجة و المتواجدة في طور الانجاز،المشاريع التي استهلكت ميزانيات و مبالغ مالية أقل ما يقال عنها ضخمة و هامة، إلا أن المتتبع لواقع هذه الفئة التي تعتبر أكثر تهميشا في المجتمع الجزائري عامة و منطقة القبائل التي لم تستثنى من الظاهرة، يتضح له جليا أن الشباب في واد و السلطات المهتمة بهم في واد آخر، في الوقت الذي تسعى فيه السلطات لإهدار المال و تضييعه في مرافق لا تسمن و لا تغني من جوع، يبقى الهم الأول و الوحيد للشباب المتعلمين منهم و الأميين على حد سواء، هو البحث الأبدي على منصب عمل و مصدر قوت يسد رمقه و يضمن مستقبله الذي أصبح مجهولا و غامضا، الغموض الذي تمخضت عنه العديد من الآفات الاجتماعية الصعبة التحكم فيها في الوقت الحالي، و المشاكل المتفشية في وسط الشباب أصبح القضاء عليها من أكبر الرهانات التي يبدو تحقيقها ليس بالقريب، حيث استطاعت المخدرات و تعاطيها و انتشارها وسط الشباب ظاهرة صعب على الدولة التحكم فيها أو استئصالها، هذه الآفة التي انبثقت عن جملة من المشاكل و الآفات الاجتماعية التي تتقدمها البطالة، هذه الأخيرة التي بلغت نسبتها بولاية تيزي وزو 26.5 بالمائة ما يعادل 90ألف بطال،أكثر من 50 بالمائة منهم حاملين للشهادات الجامعية و متخرجين من مراكز التكوين المهني،لكنهم اصطدموا بأبواب التشغيل موصدة في وجوههم حتى بعد سنوات.ما جعل منهم أفرادا دائمين في صفوف البطالين،و لأن الفراغ عدو و قاتل صاحبه،انجرف عدد هائل من هؤلاء في دهاليز الآفات و المشاكل ،و تورطوا في عالم الإجرام و السرقة، حيث اتخذت منهم الجماعات الإجرامية مادة خامة استثمر في حاجياتهم و ألامهم باعة الموت و السموم،و يظل التهميش و المعاناة لصيق الشباب و مرافقهم الذي أبى مبارحتهم، و جعل منهم فنانين تفننوا في ابتكار الأساليب الإجرامية و الانحرافات الخلقية آخرها الهجرة السرية أو ما يطلق عليها إسم "الحرقة" هذه الأخيرة التي باتت نصب أعين الشباب الحالمين بالجنة الواعدة في عالم ما وراء البحار، مفضلين ركوب أمواج الموت أملا في مستقبل واعد أفضل،خاصة مع تسارع الوقت و مضي الزمن في لمحة بصر،و مع تشديد الرقابة على المقبلين على هذا الموت الإرادي، بلغت آخر "ابتكارات" الشباب المتذمر إلى الإقدام على الانتحار،هذه الظاهرة التي أخذت أبعادا جد خطيرة بولاية تيزي وزو باستقطابها لجميع فئات المجتمع،متعلمين منهم و أميين، نساء و رجال، إذ أصبح الإقدام على وضع حد لحياة الفرد أبسط من شربة ماء،حيث لا يكاد يمر يوم واحد دون تسجيل حالة انتحار بإقليم الولاية،حتى أصبح الانتحار مجرد لا حدث ، لانه صار من المألوف،و أصبحت الأبعاد الخطيرة و المتعددة التي تأخذها جل المشاكل و الآفات الاجتماعية، تتطلب اتخاذ احتياطات و تدابير هامة، و انتهاج سياسات فعالة للحيلولة دون ضياع المزيد من الشباب الذين ملئت السجون بهم و ارتوت الحيتان من لحومهم،و نخرت المخدرات أجسادهم رغم كونهم ذخر الأمة وعمادها.