مكنتنا زيارتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى كل من كبريات وأهم أسواق الماشية على مستوى كل من ولايات المدية ، الجلفة والأغواط من رصد عن كثب أسعار الماشية بصفة عامة والكباش بصفة خاصة حيث تقاربت في أسعارها من سوق إلى آخر سواء بالنسبة للكباش بمختلف أنواعها وحجمها أو النعاج وحتى الماعز حيث حققت نوعية مكنتها من تسلق سلم الأسعار بالآلاف الدينارات مقارنة بما كان عليه الأسبوع الماضي حيث سجلت هاته الزيادات على جميع الأصناف والأنواع ولم تكن حكرا على الماشية الموجهة للنحر وإنما مست كافة الماشية وإن كان بدرجة أقل . وقد تباينت هاته الزيادات حيث اعتبرها الكثير من الموالين على مستوى أسواق البرواقية وقصر البخاري والشهبونية بولاية المدية وحاسي الفدول ،البرين ،حاسي بحبح ،عين وسارة ،عين الرومية ومسعد بولاية الجلفة وقصر الحيران وأفلو بولاية الاغواط بأنها ظاهرة طبيعية قد تمكنهم من إعادة ما صرفوا من أموال في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف وقلة المراعي وظاهرة الجفاف التي قضت على الأخضر واليابس بينما سجلنا تخوف الكثير من المواطنين من هاته الزيادات التي تحرم العديد من العائلات من اقتناء أضحية العيد التي ستكون حكرا عن فئة دون أخرى لاسيما ذوي الدخل المحدود . أما فيما يخص أسعار الماشية الموجهة للنحر فقد عرفت زيادة معتبرة على كافة مستويات الأسواق حيث تصدرت الكباش لائحة الأسعار بتسجيلها رقما قياسيا ، حيث تراوحت أسعارها مابين 04 ملايين سنتيم إلى 10 ملايين سنتيم وفي هذا الإطار بيع كبش عمره لا يتعدى 03 سنوات ب 9.8 مليون سنتيم وهو ثاني سعر خلال أسبوعين أما العلوش فقد تراوح سعره مابين 3.5 مليون سنتيم إلى أكثر من 04 ملايين سنتيم . في حين لجأ بعض المواطنين إلى اقتناء الصنف الثالث من الكباش الصغيرة التي تراوح سعرها مابين 2.3 مليون سنتيم و2.8 مليون سنتيم على العموم في حين فضل آخرون كما هو الحال في أسواق الشهبونية ، حاسي الفدول ، عين الرومية والجلفة اقتناء النعجة التي تراوح سعرها مابين 1.6 مليون سنتيم و2.2 مليون سنتيم لإرضاء عائلاتهم بينما توجه آخرون لمن ضاقت بهم السبل إلى اقتناء الماعز كما هو الحال في أسواق قصر الحيران ، أفلو بولاية الاغواط ،ومسعد ودار الشيوخ وسيدي بايزيد بولاية الجلفة حيث تراوح سعر الجدي مابين 8000 و10 آلاف دج . وقد أرجع كل من الموالين والمهتمين بقضايا الفلاحة وتربية المواشي سبب هذا الارتفاع الجنوني إلى كمية الأمطار المعتبرة التي اجتاحت المنطقة وتلاعب سماسرة الماشية في الأسعار. وبين هذا وذاك تبقى جيوب المواطن تحترق بين أسعار الأضحية وملابس العيد ونقص السيولة المالية على مستوى مكاتب بريد الجزائر