يعلق العديد من قاطني السكنات الهشة ببلدية بريزينة أملهم على إعانات الدولة في إطار برامجها للقضاء على هذه السكنات خاصة بضواحي ولاية البيض التي يشكو غالبية سكانها العزلة التامة و غياب الوجه الحضري، حيث التقت الوطني عددا من قاطني هذا النوع من السكنات التي تعبر عن مدى المعاناة التي يكابدونها رغم النداءات المتكررة والتي غالبا ما يتم الرد عليها بوعود كاذبة وغير مسؤولة حيث أكد لنا أحد السكان أنه قام بإيداع ملفه للحصول على دعم مالي لترميم سكنه الذي تصدعت جدرانه بفعل الزمن منذ قرابة العشر سنوات ونيفا إلا أنه لم يحظ بنصيبه من الدولة حسب تعبيره، مؤكدا أنه على علم أكيد بأن جيرانه قد حصلوا على دعم في إطار برنامج للقضاء على السكن الهش رغم أن ملفاتهم جديدة رافعا نداءه إلى ما سماهم الكبار بعدما يئس من وعود الصغار التي لم تجسد لحد الآن على أرض الواقع، خصوصا ونحن على مقربة من فصل لا يرحم من قساوة برودته التي أضنت عائلته المؤلفة من عشرة أفراد يتزاحمون داخل منزل مهترئ بثلاث غرف فقط ولا يختلف حاله عن العديد من أمثاله الذين التقهم الوطني ببريزينة رغم أن الأخيرة قد استفادت من العديد من المشاريع في هذا الجانب كان آخرها حصة مقدرة ب400 وحدة سكنية في إطار السكن بالإيجار، والتي وزعت منها ثلاث حصص ب20 وحدة في كل منها ، في انتظار انتهاء الأشغال من الحصص المتبقية التي تنتظرها هذه الفئة بفارغ الصبر رغم يئسهم من الوعود العقيمة ، خاصة قاطنو حي خلاف الواقع جنوبالمدينة الذي يعتبر سكانه من الشريحة الأكثر فقرا ، وفي سياق الجولة التي قامت بها الوطني بهذا الحي التقت أحد المستفيدين من برامج الدعم الذي عبر هو الآخر عن تظلمه من المحسوبية في تقسيم المبالغ المالية المخصصة للسكن الهش ، حيث أكد أنه استفاد من مبلغ 50 مليون سنتيم مقسمة على دفعتين ، إلا أنها لم تكف لإقامة غرفتين فقط خاصة بعد الارتفاع المذهل الذي عرفته أسعار مواد البناء العام الماضي والتي أثرت بشكل كبير على عملية البناء إضافة إلى تحديد مدة زمنية معينة لاستكمال البناء وإلا حرم من الدفعة الثانية من الدعم والمقدرة ب30 مليون سنتيم، في حين استفاد آخرون من دعم 70مليون سنتيم والتي قام المستفيدون منها ببناء رقعة صغيرة فقط وتحويل الباقي لأغراضهم الشخصية ، حيث قام العديد منهم بشراء سيارات أو قطيع غنم وغيرها ما يعكس عدم تقديمها لمستحقيها الأمر الذي أثار الدهشة إذا ما نظرنا إلى المبالغ العملاقة التي استفادت منها البلدية في السنوات العشر الماضية والتي من المفروض أن تقضي نهائيا على مشكل السكنات الهشة الذي على ما يبدو هي في تزايد مستمر حيث أكد لنا مصدر من البلدية أن بريزينة استفادت من 500 دعم في هذا الإطار في العهدة السابقة ، ناهيك عن العهدة الحالية إلا أنها لم تجسد غالبيتها على أرض الواقع . وأثار العديد من الشكوك حول مصير هذه الحصة الهائلة خاصة وأن بريزينة أخذت حصة الأسد من مجموع ما حظيت به جاراتها من البلديات، وبين كل هذا يبقى المواطن البسيط ضحية الاستهتار واللامبالاة.