لم تتعد الكمية المجموعة من الحليب النيئ المنتج خلال هذه السنة بولاية المدية نسبة 20 بالمائة حسب مديرية المصالح الفلاحية . وتعادل هذه الكمية الضئيلة التي تم بيعها إلى وحدات تحويل و إنتاج الحليب لوسط البلاد 18 مليون لتر من إنتاج إجمالي قدر هذه السنة بحوالي 94 مليون لتر. وقد ساهمت عدة عوامل في تدهور عملية الجمع بفرع الحليب بالمدية الذي حقق في المقابل نتائج جيدة خلال السنوات الأخيرة التي شهدت مضاعفة الإنتاج من معدل سنوي ب45 مليون لتر في الفترة ما بين 2006 2008 إلى 94 مليون لتر في 2010 . ويعود العامل الأول حسب نفس المصدر إلى وجود على مستوى أحواض الحليب بالمنطقة خاصة بمدينة المدية "نظام جمع و تسويق قديم" يضاف إلى مستوى ضعيف في مجال الاستثمار في نشاط الجمع والتحويل . فالنظام التقليدي المعمول به حاليا في ولاية المدية أين يتركز أكبر منتجي الحليب النيئ يقوم على نشاط الملبنات العائلية "التي تؤمن بدورها" جمع و تسويق الحليب داخل وخارج الولاية. وغطت هذه الملبنات حوالي 25 بالمائة من الاستهلاك المحلي للحليب النيئ أي حوالي 23 مليون لتر خلال هذه السنة حسب تقديرات مديرية المصالح الفلاحية التي لم تحصي الكميات التي بيعت على شكل حليب منزوع الدسم أو رائب وذلك بسبب صعوبة الإحصاء نظرا للطريقة التقليدية المتبعة. كما يعد "غياب وحدات عصرية" لجمع الحليب على مستوى أحواض الحليب بالمدية عامل آخر أدى الى صعوبة عملية الجمع . ولم تلق الإجراءات المحفزة من طرف مختلف أجهزة المساعدة في الفرع تحمسا لدى المنتجين و المستثمرين حسب نفس المصدر الذي تأسف لعدم استغلال جهاز المساعدة هذا والذي وضع بهدف بعث نشاط الجمع و التحويل الصناعي لمادة الحليب النيئ .