أفضت التحقيقات التي باشرتها الفرقة الإقليمية لوحدات الدرك الوطني بأرزيو أول أمس، في حادث نشوب الحريق المهول بأحد أنابيب مركب تكرير البترول على مستوى إحدى وحدات الإنتاج بالمنطقة الرابعة لسونطراك، إلى حجز الأنبوب البلاستيكي الذي تسبّب في الانفجار، الذي أسفر عن إحداث حروق متفاوتة 5 أشخاص من بينهم ثلاثة تقنيين إصلاح ومفتشين للوقاية تم تحويلهما صبيحة أول أمس على جناح السرعة نحو المستشفى المركزي بالجزائر العاصمة، نظرا لوضعيتهما الحرجة، فقد عملت الوحدات على معاينة الجزء المتضرر من الحريق داخل المركب، حيث أن المعاينات التي تم إجراؤها بالموقع، مكنت لجنة التحقيق من تحديد فرضيتين رئيسيتين للحادث، فإما فرضية الخطأ البشري أو الخلل التقني، حيث تم استجواب مسؤول قسم المراقبة والمتابعة للمركب، وذلك لغرض الإطلاع عن قرب على طريقة عمل التجهيزات والآلات داخل المركب، إذ تم معاينة جزء من وحدة التقطير الجوي الآلية، التي تضمن وظيفة تقطير وتجزيء البترول الخام المستخدم، إلى ثلاثة أقسام، والذي يتم تحويله بواسطة أنابيب فرعية إلى فرن مخصص للتسخين وإعادة التثبيت قبل التصدير، فحسب تصريحات مسؤولي المركب، أنه تم تشغيل جميع تجهيزات المركب بصفة عادية دون تسجيل أي مشكل حتى تم تسجيل عطب على مستوى إحدى الصمامات الآلية المدمجة بالأنابيب الفرعية المؤدية إلى الفرن، فهذا العطب روتيني حسب مسؤولي المركب دائما، كما أنه تم اكتشافه من طرف مراقبي وتقنيي المراقبة بواسطة أجهزة المراقبة عن بعد لإصلاح العطب الناجم، وبقرار من إدارة المركب، تم إرسال فريق من التقنيين لعين المكان للقيام بالتصليحات اللازمة، إذ قام رئيس الخلية وفقا للإجراءات المعمول بها، بغلق الصمام الآلي العاطل لتعويضه بالصمام اليدوي، كما قام بعملية نزع السائل المتراكم بواسطة أنبوب بلاستيكي خاص بهذا الغرض، وبسبب عدم تثبيت هذا الأنبوب بالشكل اللازم، وعدم استعمال الماسك المعدني المخصص للتثبيت، وتدفق السائل من الصمام الآلي بقوة، اشتعلت النيران مباشرة عند الإتصال بالهواء، فالحريق الناجم تسبب في إحداث حروق متفاوتة للأشخاص الخمسة، فيما لم تظهر بعد نتائج الخبرة المبدئية المجراة على سلامة الصمامين اليدويّين.