استنفار بالمدينة البترولية، وسحب كثيفة من الدخان سماء اندلع أول أمس الخميس حريق مهول داخل مؤسسة الصناعات البتروكيمياوية "إينيب" الكائنة بأرزيو بسبب انفجار لغاز الهيدروجين أدى إلى إصابة 9 من عمال المؤسسة أحدهم في حالة خطيرة. وقد اهتزت المدينة البترولية وما جاورها على وقع دوي الانفجار المروع الذي استهدف مؤسسة "إينيب" وأسفر عن تعرض بعض عمالها إلى حروق متفاوتة وصل عددهم حسب آخر حصيلة إلى تسعة مصابين. وأكد مصدر الخبر أن أحد هؤلاء كان قد تلقى لظى الانفجار عن قرب وتسبب له في حروق والتهابات خطيرة على مستوى الرأس، وتم نقلهم جميعا على التو إلى مصلحة الحروق بمستشفى المحقن لتلقي الإسعافات، إلى جانب تسجيل خسائر مادية معتبرة شملت عتادا مهما بالمؤسسة نتيجة قوة الحادث، في حين لم يتم الانتهاء من تحديد حجمها لحد الساعة طبقا لتصريحات نفس الجهة. وذكرت مصادر متطابقة أن الانفجار الذي حدث تحديدا على الساعة الثالثة وعشرين دقيقة من نهار الخميس الماضي داخل الجناح التقني لمؤسسة الصناعات البتروكيمياوية كان سببه تسرب كبير لغاز الهيدروجين من أحد الأنابيب الناقلة له وأدى اختلاطه بمواد أخرى سريعة الالتهاب إلى اشتعال النار التي زادت من توهجها كثافة الهيدروجين المنطلق في الهواء الطلق بشكل أعجز الطاقم العمالي الذي كان يزاول دوامه ساعة الحادث عن التحكم في الأمر لاسيما بعد تساقط 7 جرحى في البداية من صفوف العمال وانتشار دخاخين كثيفة بالمكان حجبت الرؤية عن جميع من كانوا متواجدين هناك. وقد سارعت عناصر قوات التدخل السريع "لافير" التابعة للمؤسسة لإخماذ النيران وتمكنت من التحكم التقني في الحادث لمدة طويلة من الزمن، وأضافت أيضا أنه تم توقيف نشاط الأجنحة التي تأثرت بالحريق إلى حين التفرغ من إصلاح ما يتطلب إصلاحه. فيما أفادت جهات أخرى أن قدم الأنابيب الناقلة للغازات والمواد البترولية سريعة الاشتعال واهترائها المعلن عنه في كثير من المواقع كان عاملا رئيسيا في تعرض المؤسسة إلى هذا النوع من الأخطار الصناعية، حيث أشارت ذات المصادر إلى اندلاع شرارة كهربائية ساعد على تطورها إلى انفجار التسرب الذي كان حاصلا على مستوى أحد أكبر أنابيب نقل الهيدروجين بالمؤسسة. وقد أحدث دوي الحادث هلعا كبيرا داخل المؤسسة البترولية وامتد إلى يجاوةرها من مجمعات سكنية إلى بطيوة، عين البية وقديل، حيث فزع الأهالي على وقع الانفجار الذي كان قويا حسب شهادات الأهالي، لاسيما بعد أن أخذت غيوما سوداء اللون وكثيفة من الدخان تعلو في سماء المدينة البترولية وأحالتها في عز النهار على جو مكفهر خيم على الجميع مع انبعاث روائح الحريق والمواد الكيماوية التي أثرت كثيرا على مرضى الربو بالمنطقة وخنقت أنفاس المواطنين. الملفت للانتباه أيضا أن هذا النوع من الحوادث لم يعد بالأمر الجديد داخل عدد لا بأس به من مركبات سوناطراك التي تضمها عاصمة الغرب الجزائري والتي أضحت تسير من حين لآخر على وقع سلسلة من الانفجارات ما فتئت تُدخل المدينة البترولية في حالة طوارئ تنتهي عادة بتقييم خسائر مادية بمئات الملايين، كما شهدت أثرى مؤسسة اقتصادية حوادث عمل دامية وقع ضحيتها بعض العمال، مثلما حدث سنة 2002 بأحد المركبات البترولية بآرزيو عندما خلف انفجار كبير للغاز قتيلين وعدد من الجرحى. وهو الحادث الذي زلزل سوناطراك آنذاك وتنقلت لجنة خاصة من وزارة الطاقة والمناجم للتحقيق في الأمر، لكن ورغم كل ذلك لا يزال قدم شبكات نقل المواد البترولية والكيماوية والغازات في عديد المركبات والوحدات التابعة لمؤسسة سوناطراك يصنع الحدث بالمنطقة ويثير طرح ضرورة إعادة تهيئة وحتى تجديد الأنابيب وبعض صهاريج الشحن بالنسبة للشبكات التي لم تعد تكتفي بالصيانة الظرفية وأشغال الترقيع التي تحيلها بعد مدة وجيزة للانفجار وما يترتب عنه من مشاكل. خيرة غانو