احتضنت دار الثقافة أبي رأس الناصري وسط مدينة معسكر، فعاليات الملتقى الوطني الثالث حول الكتاب والمكتبات، "الواقع والآفاق" صبيحة يوم أمس، من تنظيم جمعية أصدقاء الكتاب، والذي سيدوم ليومين كاملين، حيث برمجت عدة محاضرات تمحورت حول الكتاب والمكتبات، واستهل الملتقى بمداخلة للأستاذ "بن داهة عدة" من جامعة معسكر، بعنوان الأرصدة الوثائقية لمركز أرشيف ما وراء البحر، تلاه الأستاذ الدكتور "هلالي حنيفي" من جامعة سيدي بلعباس، الذي تناول من خلالها مناهج تنظيم البيليوغرافيا، وأساتذة من جامعات تلمسان، ووهران، تناولوا عدة جوانب هامة، تضمنت تسيير وتنظيم المكتبات والبيليوغرافيا والبيليوغرافيين والكتب والمكتبات في المغرب العربي، واستقبال الكتب في الوسط الطلابي، كما تطرقت الأستاذة "غرباش جازية" من جامعة معسكر لنماذج من خزائن الكتب والمخطوطات بأدرار، ولعل أهم المحاضرات التي شدت مسامع الحضور، تمثلت فيما قدمه الأستاذ "بوشيبة عبد القادر" من الملحقة الجامعية بمغنية، حول واقع المقروئية ومعضلتها في الجزائر والوطن العربي، حيث تطرق إلى ثلاثة محاور مهمة، تمثلت في التعريف بالمقروئية وأسباب أزمتها وسبل وحلول الخروج من ذلك، حيث أشار نفس المتحدث، إلى ضرورة التركيز على مقروئية الطفل، وترسيخ سلوك القراءة لديه منذ الصغر، كما أتى على ذكر أسباب تراجع المقروئية، بسبب الوسائط المتمثلة في الأنترنت والتلفزيون والهاتف، مؤكدا بأنها لن تقدم ما يقدمه الكتاب، وخلص في الأخير، إلى أن سوق الكتاب يعيش كسادا غير مسبوق، حيث لم تجد الكتب من يقرأها، وأتى أساتذة آخرون على ذكر دور الكتاب في ترقية المطالعة العامة، وأهميته في المجتمع الجزائري بصفة خاصة.