البطالة تدفع عشرات الشباب إلى "الحرقة" فجرّت جهات مطلعة على ملف التشغيل بعين الترك قنبلة من العيار الثقيل حين اعتبرت أنّ ملف التشغيل وفتح المناصب الخاصة بمختلف الصيغ التي استحدثتها الحكومة خصيصا لامتصاص البطالة والحؤول دون لجوء شباب المناطق الساحلية إلى "الحرقة"، يخضع للسمسرة والتلاعب من لدن جهات رسمية أوكلت لها مهام تسيير أعقد ملف بمدينة تعرف منحنيات البطالة بها ارتفاعا ملحوظا، حيث أكدّت مصادر"الوطني" أنّ عين الترك استفادت، مُؤخرا، من 400 منصب في إطار برنامج "وهران الخضراء"، إضافة إلى 110 منصب خاصة بوكالة دعم وتشغيل الشباب، حيث ومنذ ما يزيد عن شهر ونصف لم تتمكن البلدية ورغم تهاطل ملفات التشغيل على مصالحها الإدارية من فتح سوى 70 منصباً في إطار الصيغة المذكورة "آنام". وفي ذات السياق، أردفت ذات المراجع التي أوردت الخبر ل "الوطني" بصفة حصرية، أنّ عين الترك استلمت موازاة مع ذلك، وعلى مرحلتين 45 منصبا، منذ شهر جوان المنصرم، وخاصة ببرامج التشغيل الولائي المستحدثة، إذ أنّ عزوف الجهات المسؤولة عن دراسة ملفات الشباب الراغبين في العمل والتعجيل في استغلال هذه المناصب، دفع بمديرية الخدمات الاجتماعية إلى استرجاع عدد معتبر منها، رغم أنّ الأخيرة كانت قد باشرت إجراءات تثبيت 30 شابا للعمل في إطار البرنامج المذكور، وأوعزت مصادرنا التماطل في فتح مناصب الشغل، إلى عدد من النقاط، يتصدرها الغياب المتواصل لمُمثلي البلدية لحضور اللقاءات المشتركة بين المديرية مُمثلي البلدية، وراح موردو الخبر إلى أبعد من ذلك، حين اعتبروا أنّ مكتب تسيير المستخدمين البلدي يرفض استلام الملفات دون أن يهتدي مُمثلوه تقديم مبررات لتفسير الرفض. ولعلّ أخطر ما أشارت إليه مصادرنا المطلعة على الملف الشائك، هوة انعدام قنوات التواصل بين أمين البلدية العام وعضو بالمجلس التنفيذي البلدي، رغم أنّ الأمين العام طالب في أكثر من مناسبة بضرورة التعجيل في استكمال إجراءات فتح المناصب الشاغرة والتي تصب في مجملها في "جمع القمامة" على مستوى أحياء الكورنيش. وعلى صعيد آخر، اضطُر رئيس بلدية عين الترك، منذ ثلاثة أيام إلى إلغاء اجتماع خاص بترقية عمال وموظفي البلدية، بعد أن علي بحسب مصادرنا دائما، أنّ أطراف لها باع في تسيير الشأن الداخلي تعمل على تمرير وترقية أسماء لا تتوفر فيها الشروط المطلوبة في إشارة إلى مقربين من أعضاء لجنة الترقية. يحدث هذا في وقت تدفع البطالة المدقعة عشرات الشباب إلى المغامرة وتفضيل "الحرقة" مع أنّ والي وهران حرص في أكثر من مناسبة على التعجيل بفتح هذه المناصب التي لا تزال رهينة لصراعات سياسية لا تُغني ولا تُسمن من جوع.