كشف وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، الطيب لوح، أن الاستراتيجية الجديدة للتشغيل، المنتظر أن تشكل موضوع مجلس وزاري مشترك، خلال الأسبوع القادم، تعتمد على محور رئاسي يتعلق بترقية تشغيل الشباب ومراجعة كل الآليات التي أوجدتها الحكومة منذ تولي الرئيس بوتفليقة الحكم، بما فيها تلك المتعلقة بالوكالة الوطنية لتشغيل الشباب والسياسات التي تحكمها، والوكالة الوطنية للتشغيل، وحتى الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار. وقال وزير العمل الطيب لوح، في تصريح خاص "للشروق اليومي" على هامش افتتاح الدورة الربيعية لمجلس الأمة، أن مصالح وزارته انتهت من إعداد الاستراتيجية الجديدة للتشغيل التي شرعت في إعدادها، وذلك بناء على طلب من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.وقال الطيب لوح، إن نسخة الاستراتيجية الوطنية للتشغيل استلمتها مصالح أمانة الحكومة، خلال الأسبوع المنقضي، مشيرا إلى أن سياسة التشغيل ستسجل مراجعة راديكالية، وسيتم الكشف عن إجراءات عملية قابلة للتجسيد على أرض الواقع، بعيدا عن النظريات التي تصطدم أحيانا مع خصوصية الواقع، مؤكدا أن أهم باب في الاستراتيجية الجديدة للتشغيل هو الباب الخامس، والمتعلق بترقية تشغيل الشباب وتقليص دائرة البطالة. وأضاف لوح أن انشغال الحكومة في الوقت الراهن ينصب على كيفيات وإمكانية تطبيق الاستراتيجية الجديدة للتشغيل واقعيا، على النحو الذي يتم فيه النزوع إلى استحداث مشاريع استثمارية، عوض المشاريع التجارية التي سيطرت على سوق التشغيل في الجزائر، مؤكدا أن رهان الحكومة على مراجعة سياسة التشغيل لم يكن اعتباطيا وإنما يتعلق بضرورة إيجاد سياسة ناجعة، تعطي ثمارها على المديين القصير والبعيد معا، كما يرجى منها استحداث مناصب عمل دائمة وقابلة لامتصاص أكبر عدد من البطالين. وأوضح محدثنا بأن واقع التشغيل في الجزائر يقول بوجود معطيات مغايرة تماما للاعتقاد السائد، بأن مناصب العمل غير متوفرة، مشيرا الى أحد المعطيات المتعلقة بنقص اليد العاملة المؤهلة. وبخصوص موقع الآليات والميكانيزمات التي استحدثتها الحكومة بقصد إنعاش سوق التشغيل والمتعلق بالوكالة الوطنية للتشغيل، والوكالة الوطنية لتشغيل الشباب، وكذا الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار، قال لوح إن الاستراتيجية الجديدة والتي اعتبرها واقعية جدا وتراعي خصوصية السوق الجزائرية، فإنه سيتم مراجعة النظم التي تحكم الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب، وكيفيات تمويلها لمشاريع الشباب وكيفيات منح القروض الصغيرة والمتوسطة للشباب، وكيفيات دراسة الملفات على المستوى المحلي وتبني سياسة الشباك الواحد. أما بخصوص الوكالة الوطنية لترقية الإستثمار، وإن كانت مغايرة تماما في مهامها وأهدافها عن آليات تشغيل الشباب كالوكالة الوطنية للتشغيل، فإن هذه الوكالة ستخضع لإجراءات جديدة تمكنها من تفعيل أدوارها على النحو الذي يمكن من امتصاص أكبر قدر من الشباب البطال. الاستراتيجية الجديدة للتشغيل التي سيعرضها وزير العمل والتشغيل الطيب لوح على القطاعات الوزارية المعنية في اجتماع وزاري مشترك الأسبوع القادم، تأتي في ظل الانتقادات والعيوب التي وجهها رئيس الجمهورية لسياسات التشغيل، والتي أكد إخفاقها، ودليله في ذلك تنامي ظاهرة "الحرڤة"، وظهور شباب انتحاري مستعد لتفجير نفسه، بعد أن وجدت الجماعات الإرهابية في يأسه من الوضع الاجتماعي أرضية خصبة لاستغلالها في ضرب الاستقرار الوطني.