نظم أمس قسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة وهران ندوة دراسية بعنوان فنيات التحرير بين النظرية والتطبيق شارك فيها أساتذة من مختلف الجامعات ، وإعلاميون من عدة صحف إذاعات ووكالة الأبناء . وقد تمحورت هذه الندوة الدراسية حول موضوع فنيات التحرير بين ما تنص عليه النظريات العلمية وما هو موجود في الواقع المهني بالنسبة للصحف، وكان عميد كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية دحو فغرور قد افتتح هذه الندوة بكلمة عامة حول الإعلام في الجزائر ، لتليها بعد ذلك كلمة لرئيس القسم المنصب مؤخرا محمد برقان. وقد تم تنظيم الندوة في جلستين شهدت نقاشا ثريا وتبادلا للأفكار والآراء بين المؤطرين الجامعيين وأصحاب المهنة حيث قام المدير الجهوي الشروق قادة بن عمار بعرض تجربته في الصحافة، متطرقا في ذلك إلي المشاكل التي تعرض لها كل من ينزل إلى واقع الممارسة الإعلامية خاصة فيما يتعلق بفنيات تحرير الخبر الصحفي، وهذا بسبب الشرخ الموجود بين الجامعة كمؤسسة تقدم للطالبة تكوينا نظريا، وبين المؤسسة الإعلامية التي مازال غالبية من يمسكون بزمامها هم من الدخلاء على المهنة والبعيدون عن التخصص ، وهذا ما عزاه إلي كون تجربة الصحافة الخاصة في الجزائر هي تجربة فتية وحديثة في حين اعتبر بعض الصحفيين الآخرين أنه ثمة أسماء إعلامية ذو كفاء تنافس أصحاب التخصص رغم بعدها عن تخصص الإعلام، وهذا راجع إلى خبرتها الطويلة في الميدان. وقد أخذ النقاش منحى آخرا بمداخلة بعض الأساتذة الذين تحدثوا عن الإعلام في ضوء تطور الوسائل التكنولوجية الحديثة، وتسائل البعض عن إمكانية الحديث عن فتيات التحرير الإلكتروني في ظل ظهور المدونات. وأجمع المشاركون من أساتذة وإعلاميين على أنه ثمة هوة بين ما هو نظري وما هو تطبيقي فيما يتعلق بفنيات تحرير الخبر الصحفي، وهذا ما يؤكده المستوى المتدني للعديد من الصحف التي لا تراعي أدنى أبجديات التحرير الصحفي في معالجتها للمعلومة. كما تطرق بعض الصحفيين المشاركين في هذه الندوة إلى ضرورة التكوين والتأطير الجيد للطلبة،والإلمام بجميع نواحي التخصص موازاة مع إجراء تطبيقات ميدانية مستمرة لولوج عالم الشغل. وقد تمخض هذه الندوة الدراسية عن العديد من التوصيات، أهمها تثمين النظري للطلبة والتطبيق الميداني، فتح نقاش مباشر بين الجامعة، والمؤسسات الإعلامية، وضرورة التكوين المستمر للطلبة في مجال فنيات لتجرير كما أعلن رئيس القسم في ختام هذه الندوة عن قرب فتح تخصصات جديدة إضافة إلي فتح مشروع ماستير لأول مرة في تاريخ القسم.