شكل تطوير الصناعة الفلاحية الغذائية أول أمس بقسنطينة موضوع نقاش واسع بين باحثين من جامعة قسنطينة و متعاملين اقتصاديين بالولاية وكذا طلبة يزاولون دراستهم في هذا المجال الحيوي من النشاط . ويندرج اللقاء الذي احتضنه الجناح الجديد لمعهد التغذية و التكنولوجيات الفلاحية الغذائية لعين اسمارة في سياق اتفاقية الشراكة بين الجامعة ومديرية الصناعة و المؤسسة الصغيرة و المتوسطة و ترقية الاستثمار كما أشارت إليه السيدة حوبار المكلفة بالتعاون و العلاقات الخارجية للجامعة . ومن جهته أوضح السيد عاشوري نجيب مدير قطاع المؤسسة الصغيرة و المتوسطة أهمية ترقية و تطويرالاستثمار في مجال الصناعة الفلاحية الغذائية الذي يشكل أحد المحاور الأربعة الكبرى للاتفاقية المبرمة سنة 2009 بين الطرفين مع إلى جانب مجالات الصناعة الصيدلانية و الصناعة الميكانيكية و صناعة مواد البناء. واستعرض بالمناسبة واقع تطوير الصناعة الفلاحية الغذائية بالولاية وما يتيحه على وجه الخصوص من قدرات و آفاق بهذه الحاضرة الكبرى التي تعتبر قطبا جهويا هاما في هذا المجال ولاسيما في منتجات الحليب و الحلويات و مطاحن القمح. ونوه المسؤول القطاعي بأن هذا النوع من النشاط الذي كان منذ عدة عشريات محتكرا من قبل القطاع العمومي سجل خلال السنوات الأخيرة انتعاشة معتبرة لاسيما مع وجود مؤسستين عموميتين ممثلة في مطاحن سيدي راشد لإنتاج السميد و وحدة نوميديا للحليب و مشتقاته إلى جانب ما لا يقل عن 480 وحدة إنتاجية أخرى تشتغل في ميادين إنتاج السميد والمشروبات الغازية و الحليب و مشتقاته و السوكولاطه وأغذية الأنعام و الحلويات و الخبز الصناعي . و يشغل هذا القطاع بوحداته العمومية و الخاصة مجتمعة نحو 3.489 عاملا من بينهم 465 في القطاع العمومي حسب نفس المسؤول القطاعي الذي ذكر بأن 97 بالمائة من المؤسسات الصغيرة و المتوسطة التي تنشط في القطاع الفلاحي الغذائي هي وحدات إنتاجية مصغرة . وقد تركزت النقاشات التي شهدها اللقاء على ضرورة أقلمة التكوين الجامعي ومنتوج البحث العلمي مع احتياجات المتعاملين و الصناعيين في هذا القطاع تحسبا لتطوير الإنتاج و ترقية القطاع الذي يرتبط جديا بطابع السيادة الوطنية لعلاقته الوطيدة مع هدف تحقيق الاكتفاء الغذائي المنشود كما أشار إلى ذلك عدد من المتدخلين . وذكر السيد عاشوري بهذا الخصوص بجملة الرهانات التي تواجه هدا القطاع من الاقتصاد الوطني موضحا بالمناسبة بأن صادرات المنتجات الغذائية الفلاحية للبلاد مثلت 8 مليارات دولار سنة2009. و تعد الجزائر التي تستورد 70 بالمائة من احتياجاتها للمواد الغذائية الفلاحية حسب السيد عاشوري إحدى أكبر بلدان العالم استيرادا للقمح الصلب و القمح اللين و مسحوق الحليب و منتجات الحليب. ويتعين لذلك كما قال العمل على تقليص حجم التبعية تجاه السوق الدولية من خلال تطوير قدرات الإنتاج المحلية وكذا ترقية هذا المجال بشراكة نوعية مع الجامعة التي يجب أن تنفتح أكثر على محيطها.