شكل موضوع "المؤسسة والجامعة"، محور المنتدى الجهوي الذي نظمه قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية بالبليدة مؤخرا، بالشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلة بجامعة البليدة، الشلف، المدية وخميس مليانة، وهذا من أجل دعم روح المقاولة في اوساط الشباب الجامعيين المبتكرين الذي من شأنه دفع عجلة التنمية الاقتصادية. برنامج المنتدى الذي احتضنه النزل العسكري بالبليدة، تضمن مجموعة من المحاضرات والمداخلات التي دارت في مجملها حول العلاقة بين قطاع المؤسسات والجامعة، وكذا البحث عن الميكانيزمات الاساسية للتواصل بين هذين القطبين عن طريق الباحثين وخريجي الجامعات ومحاولة لتقريب المفهوم الحقيقي للمؤسسة الصغيرة والمتوسطة من هذه الشريحة، كما نشط هذا البرنامج مجموعة من اطارات القطاعين على غرار نادي المقاولين الصناعيين، الوكالة الوطنية لتدوين نتائج البحث العلمي، المعهد الوطني للملكية الصناعية، صندوق ضمان قروض المؤسسات.. ناهيك عن اطارات من الجامعات المشاركة، ممثل وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة السيد: زغيدي محمد، أكد في كلمته، أن الهدف من هذا اللقاء فتح قنوات الحوار والتواصل بين عالم الاقتصاد وعالم البحث العلمي، وهو كفيل بتعريف المؤسسات بنتائج البحوث العلمية وحلولها المفيدة لإشكالياتها التقنية التي تعترضها... أما عن ولاية البليدة - أضاف - فإنها مؤهلة لتحقيق نصيب وافر من هذا الهدف المنشود، نظرا لاحتوائها على منشآت قاعدية هامة ومراكز بحث وجامعات وأندية ونسيج كثيف من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وينشط في قطاعات اقتصاية هامة منها الصناعات الغذائية والإلكترونية وصناعة مواد البناء، بالإضافة الى الثروات الباطنية والموارد البشرية. وفي تصريح ل"المساء"، أوضح مدير قطاع المؤسسات بالبليدة السيد حياد حين جلول، بأن هذا المنتدى من شأنه دعم الابتكار التكنولوجي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وكذا مد جسور التواصل بين المؤسسات والجامعات، وذلك تجسيدا للإستراتيجية التي وضعتها الوزارة وتطبيقا للاتفاقية التي جمعت بين القطاع وقطاع التعليم العالي، والتي تنص على انشاء محاضن للابتكار التكنولوجي على مستوى الجامعات بغية اطلاع الباحثين على الاحتياجات التقنية للمؤسسات على مستوى طرق الانتاج والمنتوج والاستفادة من نتائج البحث. وأضاف بأن هذه المبادرة أفرزت نتائجة جد ايجابية، وهناك استعداد كبير من قبل الجامعات للعمل والشراكة مع القطاع. ومن جهته، ثمن الأستاذ بن زينة محمد، ممثل رئيس جامعة البليدة، فكرة المحاضن على مستوى الجامعات، نظرا لنجاعتها وفعاليتها التي أثبتتها في بعض جامعات الوطن، وستشرع الجامعة في القريب العاجل في تجسيد هذا المشروع على أرض الواقع. وألح المشاركون في المنتدى على قضية تسهيل مختلف الإجراءات التي يمر بها الشباب أصحاب المشاريع أو المقاولون، وذلك بمرافقتهم والاشراف على متابعتهم وتوجيههم كل حسب مساره المهني، بالإضافة الى مساعدة هؤلاء المستثمرين على تخطي العراقيل التي تواجههم اثناء مرحلة التأسيس، وهذا قصد تجسيد اهتماماتهم وتشجيع المشاريع المبتكرة، وكذا إقحام الشباب والطلاب والباحثين والمبدعين في المحيط المؤسساتي والحركة الاقتصادية، وهذا من اهم العوامل الإستراتيجية التي تساهم في التطور الاقتصادي. كما اعتبر المشاركون نتائج أشغال هذا المنتدى الجهوي، كأرضية للانطلاق في تطوير البحث العلمي والابتكار التكنولوجي لخدمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وألح الفاعلون في هذا اللقاء على ضرورة تفعيل العلاقة بين هذه المؤسسات والجامعة، لأن هذا التشاور الدائم بين الطرفين سيثمر حتما تحقيق عديد المشاريع النموذجية على المستوى المحلي والوطني