رفعت مصالح مقاطعة محافظة الغابات لدائرة سبدو الكبرى بولاية تلمسان مشروعا ضخما لتشجير 35 ألف هكتار من الأراضي الحدودي، وقال رئيس مقاطعة الغابات في تصريح أدلى به ل"الوطني": "إن المقاطعة رفعت مشروع برنامج للوزارة يتعلق بتشجير 35 ألف هكتار من الأراضي الممتدة من حدود بلدية البويهي مع الزوية بالشمال الغربي إلى غاية حدود قرية ماقورة مع تراب ولاية النعامة ". وتتولى وزارة الفلاحة والتنمية الريفية اعتماد المشروع الذي قوبل بموافقة مبدئية بالتنسيق مع المحافظة السامية لتنمية السهوب الكائن مقرها الجهوي بولاية سعيدة، بينما يقع مقرها المركزي بولاية الجلفة. وحسب محمد عتوم مسؤول مقاطعة الغابات بسبدو الكبرى التي تضم بلديات الدائرة المذكورة آنفا وبلديتي سيدي الجيلالي والبويهي فإن المشروع يشمل غرس مختلف أنواع الشجار بما في ذلك الشجيرات العلفية لفائدة رؤوس الماشية وهذا جانب تتولاه المحافظة السامة لتنمية السهوب، كما سيتم غرس نصف مساحة هامة بأشجار الزيتون، حيث يندرج المشروع ضمن برامج المخطط الخماسي 2010 /2014. وتحتاج الأراضي الممتدة من البويهي إلى قرية ماقورة على الحدود الجزائرية المغربية إلى المزيد من الغطاء النباتي خصوصا العلفي منها كونها تضم ثروة حيوانية هامة تزيد عن مائتي ألف رأس من الماشية معظمها قادم من ولاية النعامة.وكانت مصالح الغابات رفقة المحافظة السامية لتنمية السهوب قد نفذتا عدة عمليات خاصة بالتنمية في مثل هذه المناطق نظرا لحساسيتها، كونها تضم أكبر عدد من رؤوس الماشية ومئات الموالين الكبار الذين يستخدمون المراعي في هذه المناطق . وتشير الأرقام المتداولة إلى أن محافظة السهوب نفّذت العشرات من العمليات الموجهة لهذه الفئة من بينها حفر الآبار العميقة وإقامة المناطق المحمية وزراعتها بالأشجار العلفية، خصوصا في منطقتي البويهي والعريشة الحدوديتين لما لهما من أهمية كبرى في تربية الماشية، كما نفذت محافظة الغابات بسبدو عدة مشاريع تخص غرس أشجار الزيتون على مسافة تقدر بأزيد من ألف هكتار في مناطق متفرقة، الأمر الذي أدى بمستثمرين إلى التفكير في توجيه استثماراتهم نحو مجالات مرتبطة بهذا التوجه الجديد. ومعلوم أن وزارة الفلاحة عن طريق محافظة الغابات وهيئات أخرى تابعة لها عملت منذ مدة على إعادة تهيئة وتأهيل كافة القطاعات الغابية الفلاحية، كما هو الشأن بسهل مغنية الحدودي ومنطقة سيدي عيسى التي تم استصلاح أراضيها قبل إعادة تسليمها للسكان القاطنين بهذه المنطقة التي كانت مهجورة لسنوات طويلة، وهو ما مكّن السكان من استغلال الأراضي وتنمية المنطقة، بينما قامت مصالح المحافظة السامية لتنمية السهوب بتوزيع ألواح توليد الطاقة الشمسية على السكان الذين استفادوا من البناءات الريفية في إطار حصة خاصة تم توجيهها لهذه المنطقة الحدودية.