علمت "الوطني" من مصادر مطلعة من المستشفى الجامعي بوهران، بوجود ندرة حادة في أدوية السرطان بالمستشفى، وحسب ذات المصادر، فإن هذه الندرة بدأت منذ أكثر من شهر ونصف، وهو الأمر الذي أجبر إدارة المستشفى على تسريح هؤلاء المرضى. وقد أكدت ذات المصادر على أن الأدوية المفقودة والتي في مقدمتها الأدوية الخاصة بمرضى سرطان العظام، والخاصة بالعلاج الكيماوي، تمثلت بالأخص في أدوية مثل "زفران"، "أرديا"، "زوميتا" و"أكتيسكينال" وهي الأدوية المهمة لهؤلاء المرضى، غير أنها باتت منعدمة داخل المستشفى منذ مدة، وهو ما جعل إدارة المستشفى الجامعي تضطر لتسريح المرضى، هذا الوضع جعل حياة الكثير من المرضى عرضة للخطر، بسبب هذا النقص الفادح في الأدوية خاصة الحيوية منها، والتي لها دور في تخفيف الآلام، وهذا بعد اختفائها من المستشفى الجامعي والصيدليات الخاصة، وهو ما أجبر الكثير من المرضى على اقتنائها من الدول الأجنبية وبمساعدة من معارفهم، غير أن الكثير من المرضى الذين لم يعد بمقدورهم الحصول على هذه الأدوية، أكدوا بأنهم لم يعودوا قادرين على تحمل الآلام الحادة والغثيان المستمر. من جهة أخرى اشتكى الأطباء المشرفون على مصلحة العلاج بالأشعة ومن بينهم الدكتور قوداني رشيد، من الضغط الرهيب الذي أصبح مفروضا على المصلحة، وعلى جهاز الأشعة النووية، بسبب الإقبال الكبير للمرضى ومن مختلف الولايات المجاورة، خاصة وأن الجهة الغربية لا تتوفر إلا على مركز واحد متواجد بولاية وهران، وما زاد من تعقيد الوضع، هو العطب الذي أصاب مؤخرا أحد جهازي الأشعة النووية، كونه قديم وأصبح غير قادر على خدمة العدد الكبير من المرضى. من جهتها إدارة المستشفى الجامعي، وحسب بعض المسئولين فيها، تعترف بالشح الكبير الذي يشهده المستشفى الجامعي، في الأدوية الخاصة بمرضى السرطان، وقد وعدت الإدارة المرضى بحل المشكل، الأسبوع المقبل، مرجعة المشكل إلى الإجراءات المعقدة التي عادة ما تصاحب عملية إيصال الأدوية إلى الصيدلية المركزية. للإشارة أن المرضى المصابين بالسرطان لا يواجهون مشكلة ندرة الأدوية فحسب، بل أن هناك أزمة كبيرة تتعلق بالإيواء، إذ أن الولاية تفتقد لمركز خاص بمعالجة السرطان، وهو الأمر الذي جعل المستشفى الجامعي غير قادر على استيعاب العدد الكبير من المرضى، خاصة وأنه مجبر على علاج المرضى القادمين من 14 ولاية غربية، وهو الواقع الذي أصبح يجبر الكثير منهم على البقاء في منازلهم أو اللجوء إلى الجمعيات الخيرية.