صرّح الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو يوم الاثنين، بقالمة، أن احتفال الجزائر بمرور 50 سنة على استقلالها، سيكون فرصة لإجراء كشف علمي دقيق لحقيقة الأعمال الإجرامية التي قام بها المستعمر الفرنسي في الجزائر. وفي كلمة ألقاها بمناسبة إحياء الذكرى ال 54 لمعركة "مرمورة" الشهيرة ببلدية بوحمدان (نحو 55 كلم شمال - غرب قالمة)، دعا السعيد عبادو "كل المهتمين بالتاريخ والثورة الجزائرية وخاصة الأكاديميين"، إلى القيام ببحوث ودراسات دقيقة وعقلانية لتقييم وضعية الجزائر ما قبل وخلال الاحتلال الفرنسي ثم فترة ال 50 سنة الماضية، من الاستقلال. وشدد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، على ضرورة مواجهة الأكاذيب الكثيرة التي يطلقها المستعمر الفرنسي حول طبيعة تواجده الاحتلالي في الجزائر، وذلك من خلال إجابات علمية حول الوضعية التي كان يعيشها الجزائريون "قبل 1830" ثم بعد ذلك التاريخ، خاصة في الجوانب المتعلقة ب "التعليم والصحة والظروف الاجتماعية". وقال عبادو: "إن فرنسا التي احتلتنا ونهبت خيراتنا تجعل من ملف المغتربين الجزائريين، على سبيل المثال ورقة تخرجها في كل مناسبة للضغط على الجزائر"، مضيفا أن "جل هؤلاء قاتلوا من أجل فرنسا خلال الأربعينيات وشاركوا في بنائها". وأكد السعيد عبادو، أن الأجيال الصاعدة ستكون أكثر حبا لوطنها ستحبط كل محاولات الفتنة والتفرقة بين الجزائريين، الذين يجب عليهم النظر بثقة وأمل نحو المستقبل، من أجل كسب معركة تنمية البلاد التي لا تقل شأنا عن معركة التحرير والاستقلال". وبهذه المناسبة، توجّه جمع من المجاهدين وأبناء شهداء ومواطنين وسلطات محلية المدنية والعسكرية ومواطنين وطلبة بالجامعة، إلى مقبرة الشهداء بأعالي جبال "مرمورة"، للترحم على أرواح الشهداء. كما تم بالمناسبة، تدشين جدارية مخلدة لذكرى هذه المعركة وقاعة علاج بقرية مرمورة التابعة لبلدية "بوحمدان"، إضافة إلى تنظيم عدة نشاطات رياضية وثقافية بالمدرسة الابتدائية للقرية، وتكريم العديد من أرامل الشهداء وأبنائهم وبعض ذوي الحقوق. وتم التذكير بهذه المناسبة بحيثيات معركة مرمورة التي وقعت في 28 ماي 1958، والتي عرفت مواجهة بطولية على مدار يومين بين نحو 100 مجاهد مقابل أكثر من 7 آلاف جندي فرنسي معززين بالعتاد والطائرات الحربية، واستشهد فيها 50 بطلا من أبطال ثورة التحرير، في حين قدرت خسائر العدو بنحو 250 قتيلا، منهم العقيد "جان بيار"، الذي أسقط جيش التحرير طائرته وما تزال بقاياها بمكان المعركة، بالإضافة إلى 150 جريحا.