"حنكة وشرعية بوتفليقة جنّبتنا الربيع العربي" أكد نهار أمس السبت، أحمد أويحيى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أن "جبهة التحرير الوطني فازت بالانتخابات التشريعية الأخيرة عن جدارة واستحقاق، وما حققته كان بتزكية من الشعب الجزائري، ولا يمكن أن يكون الخطاب الذي ألقاه الرئيس بوتفليقة في سطيف يومين قبل الاقتراع وراء هذا الفوز، كون الرئيس لم يخف ميوله ولا انتماءه السياسي، كما أشاد بالشجاعة السياسية للرئيس بوتفليقة الذي قال بشأنه: "انخرط في الحياة السياسية وأعطى الانتخابات دفعا كبيرا وبالتالي يتعين الافتخار بها، كونها جنبتنا التربصات الخارجية التي كانت تنتظر الربيع العربي"، معترفا بأن الجزائر منذ سنة خلت كانت على كف عفريت". كما تحدث أويحيى في الندوة الصحفية التي عقدها صبيحة أمس بمقر الحزب عن التهجمات والانتقادات التي يتعرض لها يوميا من مختلف الأوساط، وقال "الوزارة الأولى ليست جنة أنعم فيها، وأنا رجل دولة في خدمة بلدي، والذين يتهجمون على أويحيى الوزير الأول، هم أولئك الذين رفضت أن أساوم معهم، أو يريدون أن أتنازل لفائدة مصالحهم، كما يتهجم عليّ أصحاب الاستيراد وأصحاب الحاويات، الذين حوّلوا أسواقنا إلى بازارات وأسواق موازية للسلع الأجنبية". وقال أويحيى أن موقف الأرندي لا نقاش فيه، فهو يبقى متخندقا في صف التحالف الرئاسي، وسيكون في مقدمة الصفوف لدعم الإصلاحات السياسية وتعديل الدستور، حيث أوضح أن مشاركته في البرلمان، ستكون مع الحليف والشريك الأساسي الأفلان، لكن هذه المرة يضيف أويحيى "لقد قرر المجلس الوطني رفض انضمام أي نائب في البرلمان عن الأحرار أو كتلة سياسية أخرى إلى مجموعته البرلمانية، إيمانا منه بضرورة منع التجوال السياسي داخل الأحزاب السياسية وسيكتفي الحزب ب 68 نائبا". أما بخصوص الفرق الشاسع في عدد المقاعد الذي تحصل عليه الأفلان، والذي أرجعته الأحزاب السياسية إلى نسبة 5 بالمائة التي أقصتها من السباق، أجاب أويحيى أن "الأرندي يبقى القوة السياسية الثانية في البلاد، رغم هذه النسبة التي يعلم الجميع بتواجدها، والتي سترتفع إلى نسبة 7 بالمائة في الانتخابات المحلية. ثم تابع "لو لم يكن وجود لهذه النسبة لتحول البرلمان إلى لعبة مركبة، وبالتالي الأرندي لن يتراجع عن هذا القانون الذي يحافظ على مصداقية وشرعية البرلمان، حتى لا يتحول إلى لعبة مركبة. وبخصوص التهجمات التي يتعرض لها أويحيى رد قائلا: "أويحيى يقلق أشخاصا في داخل النظام وخارجه، لأنه لا يقبل المساومات أو التنازل عن مصالح الدولة لصالح أصحاب الحاويات أو المصالح، رافضا ربطها باحتمال ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 2014، والتي قال أن موعدها مازال بعيدا ولم يحن الوقت للخوض في هذا الموضوع". وتساءل "لماذا لا يتحدثون عما قام به أويحيى من خلال إعادة إحياء 950 مؤسسة عمومية وطنية بميزانية قدرت ب 1200 مليار "ثم تابع" لقد كان لي شرف خدمة بلادي في ظروف أمنية واقتصادية كارثية، ولم أتأثر بها، فما بالك بالوقت الراهن الذي تتمتع فيه الجزائر ببحبوحة مالية لم يسبق لها وأن تمتعت بها منذ الاستقلال. وأشار إلى أنه "جاء إلى السياسة عندما كانت الجزائر تحترق وأنا ضد أصحاب الحاويات". وبشأن موضوع الحكومة المقبلة وإشكالية عدم تقديم استقالتها لحد الآن رغم تنصيب البرلمان الجديد، رد أويحيى "الجزائر مثل باقي دول العالم لها تقاليد تحافظ عليها، لكن المؤكد أنه لا خوف عليها، فالبرلمان الجديد يتمتع بشرعية، والحكومة تعمل بوتيرة منتظمة، وهي تحتاج إلى تقوية الإصلاحات، والرئيس بوتفليقة يتمتع بشرعية لا يمكن لأحد في الداخل أو الخارج أن يناقشه فيها، والجزائر تجنبت بفضل حكمته ورزانته وشرعيته ربيعا عربيا أراده العديد لنا في الداخل والخارج. وكشف أويحيى أن "الجزائر منذ سنة فقط كانت على كف عفريت بسبب تربص العديد من الأطراف بها، كانوا يتمنون لها أن تتحول إلى ما وقع في بعض البلدان العربية الشقيقة". وتطرّق أويحيى إلى موضوع سفرية فرحات مهني إلى إسرائيل، ورد أويحيى على السؤال أن "الأرندي مثل باقي الشعب الجزائري يندد بسفر هذا الشخص، لأننا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة". ثم تابع "المؤسف أن يتم التنديد بهذه السفرية ونتجاهل ما يدعو إليه هذا الرجل ومطالبته الانفصال عن الجزائر، وهذا أمر محزن أكثر من الأول. فالجزائريون يغضبون ويتذمرون من أوضاعهم لكن لا يمكنهم المزايدة بشأن الوطن".