خطاب الرئيس في سطيف لم يؤثر على توجهات الناخبين فتح أحمد أويحيى النار على خصومه خاصة أصحاب الاستيراد وأصحاب الحاويات الذين حوّلوا السواق الجزائرية إلى بازارات وأسواق موازية للسلع الأجنبية، وأكد أنه رفض مساوماتهم والتنازل لفائدة مصالحهم الشخصية، كونه رجلا وطنيا يخدم بلاده. ورغم اعترافه صراحة بوجود عداوات له في دواليب السلطة فإنه صنفها في خانة العادي، وذكر أن الإنسان في الحياة العادية له صراعات فما بالكم بالشخصيات العامة، ورفض تصنيف ما يواجه من تلك الجهات في خانة «المخطط الموضوع ضده لقطع الطريق عليه في رئاسيات 2014». وعاد أويحيى إلى إفرازات انتخابات 10 ماي التي كرست هيمنة واضحة للأفلان وأبدى ارتياحا للنتائج المتحصل عليها، باعتبار الأرندي القوة السياسية الثانية في البلاد. ومثار ارتياح أويحيى، أن الأفلان الفائز بأغلبية مقاعد البرلمان هو من نفس عائلة الأرندي وقال في هذا الشأن «على الأقل نحن من عائلة واحدة...نحن أبناء عمومة وإخوة»، ويفهم من كلام أويحيى أن الأهم هو عدم فوز الإسلاميين. واستبعد أي تأثير لتصريحات الرئيس بوتفليقة في زيارته لسطيف عندما قال إن انتماءه الحزبي واضح، على الناخبين خاصة أن الكثير من التشكيلات السياسية قد صنفت خرجة الرئيس بوتفليقة، أنها دعوة منه للانتخاب على الأفلان باعتبار الرئيس بوتفليقة الرئيس الشرفي للأفلان، ورغم ذلك أكد أويحيى أنه كان من الأريح على الرئيس ألا يدخل الحلبة كما سماها، ورغم ذلك توجه إلى الرئيس ليحييه على ما اعتبره شجاعة سياسية منه، وليجزم أن تصريحات الرئيس لم تكن لتغير النتائج التي أفرزتها صناديق 10 ماي. وشدد المتحدث على أن الانتخابات قد جرت في نزاهة كاملة، وطعن في المشككين في نزاهتها، ورد عليهم بنوع من السخرية العامية «إلي خسر يقول بيا الصندوق»، و ن رفض التعليق على خطوة إنشاء برلمان مواز من الأحزاب الغاضبة على نتائج التشريعيات، فإنه استغرب كيف لها أن تنشئ برلمانا موازيا من جهة، وتقاطع الجلسات، ولكنها تحتفظ بنوابها داخل البرلمان. وأبان أويحيى عن رغبة في تقليص الحصانة البرلمانية للنواب، لتقتصر على مبنى البرلمان فقط، على أن يصبح النائب من دون حصانة خارج البرلمان، مع «زبر» أجرته في حالة الغياب. اقتصاديا، تناول أمين عام الأرندي، طلب صندوق النقد الدولي الاستدانة من الجزائر، ولمح إلى قبول ذلك الطلب، بالقول «أن تكون تلك الأموال لدى كريستين لاقات -رئيسة الصندوق- في الخزينة الأمريكية أمرا سواء»، وأكد أويحيى أن الأهم من طلب الأفامي أن الجزائر في راحة مالية مقارنة بالكثير من الدول، وكشف أن ديون الجزائر الخارجية 400 مليون دولار فقط، وأن الجزائر لن تتأثر طيلة ال 4 سنوات القادمة في حالة تراجع أسعار البترول. في الشأن الدولي، أبدى أويحيى ارتياحا لفوز الاشتراكي فرانسوا هولاند في سباق الرئاسة الفرنسية، وتمنى أن تفتح ذلك التغير في فرنسا فرصا لتعزيز العلاقات مع الجزائر، ليطعن في زيارة فرحات مهني إلى إسرائيل، ولكن الإدانة الكبرى له هي دعوته للانفصال عن الجزائر.