تتجاور قطع أثرية فرعونية إكتشف بعضها في منطقة قناة السويس وشبه جزيرة سيناء، في معرض أثري بالمتحف المصري وسط القاهرة، أقيم بمناسبة إفتتاح قناة السويس الجديدة الخميس المقبل . فالملك رمسيس الثاني، الذي عقد أقدم معاهدة سلام في التاريخ، يستقبل بتمثال جرانيتي نصفي زائري معرض "إكتشافات أثرية على ضفاف قناة السويس"، الذي إفتتحه وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي الأحد الفارط. ويصور تمثال رمسيس جالسا يرتدي قلادة ويمسك بيده اليمنى صولجانا يدل على قوته، حيث تمكن من تأمين البلاد بإرسال حملات عسكرية إلى العراق والشام وخاض معارك منها "قادش" غربي نهر العاصي، وتصدى فيها جيش مصر للحيثيين وعقد معهم معاهدة سلام نحو عام 1258 قبل الميلاد. ويضم المعرض آثارا أخرى لرمسيس الثاني، منها لوحة من الحجر الرملي منقوشة من جوانبها الأربعة، وإكتشفت عام 1876 في تل المسخوطة، وتصور الملك وهو يقدم القرابين للإله. وتقع منطقة تل المسخوطة على بعد 15 كيلومترا غربي مدينة الإسماعيلية، وكانت المنطقة تضم مخازن لتموين وإمداد الجيوش المصرية على "طريق حورس الحربي" المتجه إلى بلاد الشام. ويزدان المعرض بتمثال جرانيتي لحورس جالسا وهو يقبض بيده اليسرى على مفتاح الحياة "عنخ"، ويقابله تابوت للملك أحمس طارد الهكسوس بعد مقتل أبيه الملك "سقنن رع تاعا" الثاني، وأخيه "كامس" في ميدان المعركة. وإكتشفت وزارة الآثار المصرية في السنوات القليلة الماضية معالم بارزة في طريق حورس الحربي، ومنها "قلعة ثارو" التي كانت مقر الجيش المصري في إنطلاقه عبر سيناء إلى الشام. ويضم المعرض قطعا أثرية عثر عليها في "قلعة ثارو"، تدل على إهتمام ملوك مصر بالبوابة الشرقية للبلاد، ومنها لوحة من الحجر الجيري لرمسيس الأول - الذي حكم البلاد بين عامي 1320 و1318 قبل الميلاد - هو يقدم القرابين لأحد الآلهة. وقال الدماطي في الإفتتاح، إن المعرض الذي يستمر لمدة شهر، يتزامن مع إحتفالات مصر بإفتتاح قناة السويس الجديدة يوم الخميس، ويعطي الزائر فكرة على جوانب من تاريخ مصر وجيشها من خلال الإكتشافات الأثرية المتوالية في تلك المنطقة.
وقالت وزارة الآثار في دليل للمعرض إن مشروع تطوير المواقع الأثرية بمحور قناة السويس، يهدف إلى فتح منافذ جديدة للزيارة في 10 مواقع أثرية تضم قلاعا عسكرية قديمة قرب القناة.