تعيش خمسة و ثلاثون عائلة بمقبرة سيدي يحيى رقم 2 ببلدية بئر مراد رايس منذ الثمنينيات، ورغم الوعود المتكررة بتسوية وضعيتهم و ترحيلهم إلى سكنات لائقة إلا أن معاناتهم متواصلة، حتى أصبح بعضهم يتسأل إن كان مصيره المحتوم هو من القبر إلى القبر. عبر سكان حي مرابو عن استيائهم الشديد من هذه الوضعية كونهم محاطين بقبور الموتى، و هو الوضع الذي لا يمكن لأحد تحمله لسنوات طويلة، ناهيك عن مشكل النظافة التي تنعدم بالحي بسبب المهملات و النفايات التي يسببها زوار مقام "سيدي يحي" حسب تأكيد سكان القاطنين به . و أكدت سيدات تقطن الحي أن مشاكل هذا الحي ليست كباقي مشاكل سكان الأحياء القصديرية. فسكان مرابو يرقدون وسط قبورالموتى و هذا وحده يكفي لان يجعل الوضع مزريا، كما أضافت أن أطفال الحي يعانون من مشاكل نفسية بالدرجة الأولى فهم يرون القبور في كل وقت يلعبون فوقها و وسطها، يحظرون الجنازات يوميا ويرون الموتى و هم يوارون التراب ، ناهيك عن تصاعد رائحة الموتى الذين يدفنون دون أن يتم حفر القبر جيدا وهذا ما يسبب في انتشار الأمراض بين سكان الحي و تفاقمها خاصة مع انعدام النظافة . كما أعرب السكان عن تذمرهم من انعدام الأمن في الحي حيث يعيشون في تلك البيوت و هم عرضة لوقوع اعتداءات باعتبار أن المقبرة وجهة للمنحرفين و مدمني المخدرات و الكحول و كذا المشعوذين و الدجالين الذين يقصدون المقبرة في كل وقت دون أن يمنع عن هؤلاء الدخول من طرف حارسي المقبرة. وقد اشتكى سكان المقبرة من موقف بعض المسؤولين الذين يقصدون المقبرة في جنائز الشخصيات المرموقة حيث يفرض على سكان الحي حضرا للتجول و يمنع عن المتمدرسين الذهاب إلى المدارس من طريقهم العادي بل يقومون باتخاذ أي مسلك آخر دون المعتاد ، أما سكان الحي الآخرين فلا يمكنهم الدخول إلى الحي ولا الخروج منه إلا بعد مغادرة الشخصيات المقبرة . و أكد السكان أن البلدية على دراية تامة بالوضع و سبق ان حضر رؤساء المجلس الشعبي البلدي وزاروا الحي أثناء حملاتهم الانتخابية و لكن بمجرد انتهاء الحملة و تنصيب الرئيس لا يعود لهؤلاء أي اثر. وأمام هذا الوضع المزري يرفع سكان مقبرة سيدي يحي 2 نداءهم للسلطات المعنية للتدخل العاجل لانتشالهم من الوضعية الكارثية التي يعيشونها و الذي جعلهم موتى و هم أحياء .