احتجت صباح أمس 200 عائلة القاطنة بحي عين الباردة المعروف بفونتان فريش ببلدية واد قريش تنديدا بالسياسة التعسفية التي نتهجها السلطات المحلية في التعامل مع قضيتهم العالقة منذ اكثر من نصف قرن. وقد تجمهرت العائلات المحتجة امام الحي المذكور اين قاموا بغلق الطريق ووضع المتاريس احتجاجا على تماطل الجهات المعنية في ترحيلهم الى سكنات اجتماعية لائقة على الرغم من الوعود المتكررة التي كان المسؤولون يتقاذفونها و في العديد من المرات غير انها لم تجسد بعد على ارض الواقع ، و في هذا الصدد قال رئيس جمعية الحي " الامل" في تصريح للنهار أن تاريخ تواجدهم بالمنطقة يعود الى سنة 1959 ، خلال الحقبة الإستعمارية حيث كانت الشاليهات عبارة عن ثكنة عسكرية خاصة بالمعمرين ، و قد تم ترحيل عدد من العائلات بالقصبة الى الحي بصفة مؤقتة بعد تدهور الوضعية المعيشية مضيفا ان الشاليهات التي تقطنها العائلات تحتوي على غرفة واحد و قد اصبحت غير صالحة للسكن بسبب تدهور الشاليهات نتيجة الرطوبة العالية فضلا عن الكوارث الطبيعية التي توالت على العاصمة، و في الوقت الذي تم ترحيل العديد من الاحياء المتواجدة بوادي قريش الى سكنات اجتماعية لائقة لا يزال سكان الحي يعيشون وضعية اقل ما يمكن القول عنها انها مزرية و محبطة للصحة النفسية و الجسدية، فالأكواخ التي تعيش بها العائلات تنعدم بها التهوية، بسبب تواجدها بشكل متراص و متداخلة فيما بينها، و ما زاد من معانات السكان تواجد مادة الامنيوت التي اصبحت تشكل خطرا كبيرا على صحة السكان و تسببت في ظهور العديد من الامراض الخطيرة و من بينها السرطان، "و قد سبق و ان رفعنا العديد من المراسلات الى السلطات المعنية لترحيلنا غير انها لم تحرك ساكنا " يقول ذات المتحدث على الرغم من ترحيل 10 عائلات عقب الفيضانات التي شهدتها العاصمة سنة 1976 ، و التي تسببت في تضرر العديد من المساكن، كما وعدنا المسؤوليين حينها بترحيلنا الى سكنات لائقة قريبا و هو ما لم يحدث لحد الان كما صرح لنا ذات المتحدث ان الاحتجاج الذي نظم امس جاء ردا على الاجتماع الذي جمعهم مع الوةالي المنتدب للدائرة الادارية بذلباب الوادي بعد ان وعدهم بتسوية وضعيتهم بعد 40 يوما و هو ما لم يحدث لحد الان يقول. من جهتنا اتصلنا برئيس بلدية واد قريش ميسوم محمد رضا الذي أعرب عن أسفه للحياة المأسوية التي يعايشها السكان يوميا كما أكد أن البلدية في العهدة السابقة اقترحت عليهم مشروع 180 مسكن للسكن الاجتماعي التساهمي إلا أن هذه العائلات رفضت بحجة عدم امتلاكها للأموال اللازمة لدفع مستحقات السكن التساهمي كما وعد بإيجاد حلول حسب الإمكانيات المتوفرة لديهم بحيث تطمح ذات السلطات إلى ترحيل سكان حي فونتان فريش إلى سكنات لائقة في أقرب وقت ممكن.