"تركية برة" .. ابنة المسيلة التي تحلم بدراسة الترجمة رغم فقدانها للبَصَر المتفوقة "تركية برة" .. سجلت أعلى معدل في البكالوريا وتتطلع لدراسة الترجمة "لم أشك يوما في قدراتي، نعم فقدت نعمة البَصَر لكن لم أفقد نعمة الإرادة التي وهبني الله إياها، تحديت كل الصعاب واليوم أحصد ما زرعته" بهاته الكلمات استقبلتنا صاحبة أعلى معدل على المستوى الوطني لدى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وبمقر الجمعية الولائية لترقية المكفوفين بالمسيلة، إنها التلميذة "برة تركية" التي أصبحت منذ الإعلان عن نتائج شهادة البكالوريا –دورة جوان 2015- مفخرة لمدينة مسقط رأسها المسيلة والجزائر ككل، حيث ورغم فقدانها لنعمة البَصَر إلا أنها استطاعت أن تجتاز البكالوريا وتحصل على معدل 16.07 بتقدير جيد شعبة لغات لم يقدر عدد كبير ممن يبصرون ولهم كل الإمكانيات على تحقيقه والتفوق وبعلامات مرتفعة (18.50) في الإنجليزية، (15.50) الفرنسية، (17.00) الألمانية، 16 الرياضيات وعلامة (18.50) في العلوم الإسلامية، وعن مشوارها الدراسي تقول تركية الثالثة في ترتيب العائلة المكونة من سبعة إخوة وأخوات " أنا من مواليد 19/11/1995 بالمسيلة تربيت وترعرعت بحي لاروكاد الشعبي، الإعاقة لم تكن بالنسبة لي عائقا بل كانت محفزة لكي أطرق باب المدرسة لأول مرة وأجتاز مرحلة الابتدائي وكذا امتحان شهادة التعليم المتوسط بولاية برج بوعريريج التي تنقلت بها للدراسة لعدم وجود مدرسة للمكفوفين بالمسيلة ويومها تحصلت على معدل 16.42، كرمت من طرف مصالح ولاية المسيلة، لا أخفي عليكم أنني عانيت الأمرين أثناء دراستي في التعليم المتوسط كالبعد عن الأهل"، تتوقف تركية عن الحديث لكي تسترجع أنفاسها وذكرياتها وتواصل الحديث "ما عنيته خلال مرحلة المتوسط زاد من عزيمتي وإصراري على مواصلة الدراسة بمتقن جابر بن حيان بمدينة المسيلة التي درست بها شعبة لغات أجنبية، حيث لم أجد أي صعوبات تذكر باستثناء صعوبة من يقرأ لي الأسئلة فقط، وكل الطاقم التربوي وبخاصة أستاذة مادة الألمانية زروال قدموا لي يد المساعدة، كما كانت ترافقني زميلتي في الدراسة نسرين التي ساعدتني كثيرا"، وعن أجواء البكالوريا وكيف عاشتها تقول المتحدثة " لا أخفي عليك أن الخوف لازمني خلال الفترة الصباحية لليوم الأول من امتحان، لكن تركيزي وسهولة موضوع مادة الأدب أزال عني كل الخوف، والحمد لله وفقت في الإجابة على كل أسئلة المواد التي امتحنت فيها، ولو أنه بعد نهاية البكالوريا عاد الخوف يدب في نفسي من جديد، خاصة بعد رؤيتي في المنام رسوبي في البكالوريا وحصولي على معدل 9، وهو الحلم الذي تحطم صبيحة الخميس الفارط عندما أبلغني والدي بأنني تحصلت على معدل 16.07″، وعن أمنيتها في المستقبل بعد تجاوزها عقبة البكالوريا وبتقدير جيد جدا، كشفت المتفوقة "تركية بر"ة على أن أمنيتها الوحيدة هي دراسة تخصص الترجمة، خاصة وأنه يعتبر بمثابة حلمها الذي روادها منذ صغرها، داعية والي ولاية المسيلة مد يد المساعدة لها لكي تسجل في تخصص الترجمة (ألمانية)، علما بأن المتفوقة "تركية" لم تنسى لكي تقدم شكرها لوالديها على كل ما بذلوه من تضحيات رفقة زميلتها نسرين بن حليمة وكل الطاقم التربوي، هذا ومن المقرر أن تكون هذه الأخيرة ضمن النجباء الذين تنوي رئاسة الجمهورية تكريمهم هذا الأسبوع.