انتقدت تدهور قطاع التربية بدءا من اصلاحات بن زاغو، رابطة حقوق الانسان: إصلاحات الجيل الثاني حقل تجارب لفرنسا لمواصلة سياسة تبعية الجزائر للغتها وثقافتها ارتفاع نسبة الغش في الامتحانات بنسبة 35 بالمئة خلال 7 سنوات الاخيرة
أطلقت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان النار على مايسمى باصلاحات الجيل الثاني معتبرة بان المنظومة التعليمية في الجزائر باتت لا تنتج مناهج ولا برامج بل أصبحت حقلا لتجارب التي تقوم بها فرنسا، حتى لا تخرج الجزائر من التبعية الثقافية واللغوية. وأوضحت الرابطة في بيان تلقت "اليوم" نسخة منه " بأنه رغم أن فرنسا بعيدة كل البعد حسب التصنيف الدولي للتعليم في مختلف أنحاء العالم بعد أن أصبحت دول آسيوية تتصدر القائمة ضمن خمس الدول الأوائل في العالم، بينما تحل فنلندا في المرتبة السادسة من الدول الأوربية ثم تليها في المرتبة التاسعة هولندا، في حين تحتل فرنسا المرتبة 23 حسب التصنيف دولي، مشيرة الى ان هذا الامر دليل على أن وزارة التربية الوطنية لا تفقه شيئا في تطوير ونقل المعرفة.
ارتفاع نسبة التسرب المدرسي بعد القانون التوجيهي لسنة 2008 لمجموعة بن زاغو واستندت الرابطة إلى دراسة قامت بها وزارة التربية الوطنية سنة 2013، حيث سجلت من خلالها أنه من ضمن 1000 تلميذ بلغ نهاية المرحلة الابتدائية،397 تلميا منهم فقط تمكنوا اجتياز إلى السنة الأولى ثانوي، و4٪ من أصل 1000 تلميذ منهم فقط تمكنوا من الحصول على شهادات بالبكالوريا، يعني 41 تلميذا من أصل 1000 ينجحون في شهادة البكالوريا، مما تخسر الدولة الجزائرية 959 تلميذ من اصل 1000 تلميذ على طول الطريق. واستنادا كذلك لتحقيقات حول الأطفال غير المتمدرسين أنجز من قبل وزارة التربية الوطنية واليونيسيف، بأن حوالي 500.000 طفل يتراوح سنهم ما بين 6 و16 سنة غير متمدرسين في (الطورين الابتدائي والمتوسط).
ازدياد العنف المدرسي يهدد الكيان التربوي بعد تغيير المناهج التعليمية كما سجلت الدراسة التي قامت بها نقابة مجلس ثانويات الجزائر في سنة 2011 عن وجود اكثر من 3500 حالة عنف حصلت بين تلاميذ الابتدائي، و13 ألف حالة في أوساط تلاميذ المتوسط، و3 آلاف في الثانوي، فيما اعتدى ما يقارب 5 آلاف تلميذ على أساتذتهم، والأخطر في القضية أن تلاميذ الابتدائي اعتدوا على 201 أستاذ، فيما اعتدى تلاميذ المتوسط على 2899 أستاذ، و1455 اعتداء حصلت من طرف الثانويين. وأشارت الدراسة الى تسجيل اعتداء 501 اعتداء فيما بين الأساتذة لفظيا وجسديا 501 اعتداء، فيما وصلت حالات اعتداء الأساتذة على التلاميذ وفي مختلف الأطوار 1942 حالة.
وحسب نفس نقابة مجلس ثانويات الجزائر فانها سجلت 40 بالمائة من التلاميذ لهم سلوكات عدائية، في حين أن 60 بالمائة من مجمل 8 ملايين تلميذ لهم تصرفات وأفعال عنف.
المقبلون على امتحان البكالوريا في مواجهة الإغماء والإسهال والبكاء لا تزال شهادة البكالوريا تصنع الحدث في كل سنة، إذ تصاحب التلاميذ المقبلين على اجتياز هذا الامتحان المصيري، مخاوف عديدة تهز ثقتهم بأنفسهم وتصعّب عليهم مهمة المراجعة، حيث يعيش تلاميذ المقبلون على امتحان البكالوريا على أعصابهم في انتظار امتحان الحسم. وحسب حديثنا إلى بعض التلاميذ، تبين أنهم يعيشون لحظات حرجة في هذه الايام تتفاوت أعراضها من شخص إلى آخر في ظل غياب أخصائيين نفسانيين في المؤسسات التربوية من اجل تكفل بالتلاميذ معرضين لمؤثرات، نظرا للتأثير النفسي الذي يتعرض له التلاميذ خلال فترة الامتحانات، حيث ينتابهم القلق والتوتر بسبب التشويش والوعيد في غياب الجو الهادئ الذي يسمح باستيعاب الدروس دون ضغط مفرط الذي يعطي غالبا نتائج عكسية.
تسجيل حالات انتحار وسط التلاميذ عقب الإفراج عن نتائج الامتحانات النهائية في حين حسب ما كشفه خالد أحمد رئيس جمعية أولياء التلاميذ لسنة2014 /2015 فإن ظاهرة الانتحار وسط التلاميذ عقب الإفراج عن نتائج الامتحانات النهائية، على غرار شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط تفاقمت، حيث تم تسجيل 10 حالات انتحار سنويا خلال الثلاث سنوات الأخيرة وسط التلاميذ ليس بسبب الرسوب المدرسي فحسب بل تخوفا من ردة فعل الأولياء،
ارتفاع وتيرة الغش الجماعي في الامتحانات النهائية خلال 07 سنوات الأخيرة رصدت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان تنامي ظاهرة الغش في الامتحانات وتطوير أساليبها وارتفاع وتيرتها بنسبة وصلت الى 35 في المائة في السنوات 2011، 2012، 2013، 2014، 2015 مقارنة مع ما كان عليه الأمر قبل إصلاحات التي جاءت بها مجموعة بن زاغو، مع ذلك قلّلت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط من ظاهرة الغش في الامتحانات وقالت خلال تنشيطها في يوم 13 اوت 2015 لندوة صحفية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للطفل الإفريقي عن تسجيل 456 حالة غش في امتحانات الباكالوريا، معتبرة أن حالات الغش المسجلة ببعض الولايات أمر عادي، مادامت أنها أعمال فردية معزولة وليست جماعية منظمة.
وتساءلت الرابطة "هل فعلا إصلاحات "الجيل الثاني" التي تقوم به وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط تخدم الهوية الوطنية وفقا مبادئ إعلان أول نوفمبر 1954؟ اين هي خلايا الإصغاء والمتابعة النفسية والتربوية المنصبة على مستوى الثانويات والمتوسطات التي جاءت بها تعليمة تحت الرقم 300\0.0.3\15 موجهة إلى مدير التربية ومفتشي التربية والتكوين ومديري الثانويات والمتوسطات؟ اين هي التحقيقات حول تسريبات الامتحانات التي قالت عنها وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، ومن وراء عملية التجميد هذه التحقيقات، ولماذا الخوف من كشف الستار؟".