أجاب الخبير المختص في شؤون النفط الدكتور شمس الدين شيتور على ثلاثة أسئلة طرحتها عليه وكالة الأنباء الجزائرية حول سوق النفط عشية اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). كيف يبدو لكم الوضع العالمي للسوق النفطية عشية اجتماع منظمة أوبك؟ الدكتور شيتور: إن منظمة أوبك بصفة عامة تحترم حصصها المقررة بوهران في ديسمبر الفارط، بإنتاج يقدر ب 84 مليون برميل يوميا باستثناء ما يقارب 700.000 مليون برميل يوميا غير محترمة. وما يشاهد اليوم هو أن الدول غير الأعضاء في منظمة أوبك بصدد تدارك نقص إنتاج المنظمة مبطلة، وهي بذلك تبطل جزئيا هذه التقييدات. وعلي أية حال ارتفعت الأسعار منذ جانفي 2009 عقب القرار الذي اتخذته منظمة أوبك بوهران. وسترتفع أسعار النفط في كل الأحوال، لأن الأزمة لن تدوم والدول المصنعة بحاجة إلى الطاقة وإننا نتجه نحو "الذروة النفطية" التي تعد أقصي قمة الإنتاج التي يبدأ الإنتاج العالمي بعدها بالانخفاض. ما الذي تنتظرونه من هذا الاجتماع وماذا سيكون أثره على السوق؟ الدكتور شيتور: أوبك اليوم ليست المنظمة التي كانت في السبعينيات عندما كانت تتميز بالانسجام أمام أية أزمة، لا سيما على مستوى الدول العربية. اليوم الأوضاع تغيرت وأصبحت المملكة العربية السعودية عضوا في مجموعة ال 20 وأصبحت وتعتبر بلدا ناشئا. وبهذه الصفة كان عليها تحمل مسؤوليات أخرى. في فيينا ستحتفظ دول أوبك على نفس الحصص التي تستجيب لطلب العالم المصنع، إلا أن الأمر لا ينبغي أن يظل على ما هو عليه الآن باستقرار سعر البرميل في 60 دولار، لأن الدول المنتجة لن تستطيع الاستثمار. وإذا ما رغبت منظمة أوبك في ضمان استقرار السوق فعليها أن تدافع عن سعر أدنى يتراوح ما بين 75 و 80 دولار، الأمر الذي من شأنه أن يسمح بتحديث الأداة الإنتاجية. والآلية لا يمكن أن تتحرك إلا يسعر 80 دولار . كيف ترون سوق النفط على المدى المتوسط والطويل؟ الدكتور شيتور: هناك معيار تعد منظمة أوبك غائبة فيه بشكل كلي وهي التغيرات المناخية. لم يسبق لنا أن سجلنا ان منظمة أوبك تدعو إلى ضرورة الشروع في تخفيض استهلاك الطاقات الحفرية المسؤولة عن الاحتباس الحراري. و بالتالي يقوم الغرب بلوم منظمة أوبك، لأن هذه الأخيرة تبيع طاقات ملوثة بأسعار باهظة. ويتمثل الحل على المدى الطويل في تشجيع الطاقات المتجددة، لا سيما الشمسية التي تحظى باهتمام خاص في الجزائر. لذلك يجب أن تظل أسعار النفظ مرتفعة نوعا لتحمل الاستثمارات التي تعد ضرورية وفي نفس الوقت مكلفة. ينبغي على الجزائر إرساء إستراتيجية في هذا المجال للتحضير البديل من خلال ترقية الطاقات المتجددة. و عوض البحث عن معرفة أسعار البرميل مستقبلا، لماذا لا نفكر من الآن فصاعدا في بديل لفترة ما بعد النفط.