تنطلق اعتبارا من الفاتح أكتوبر المقبل التظاهرة الثقافية المميزة التي ستنظمها الوكالة الدولية للإشعاع الثقافي، على شرف شاعر المقاومة الراحل محمود درويش، وذلك تحت شعار "حياة في الشعر"، هذه الوقفة التكريمية التي ترعى فعالياتها وزارة الثقافة، ستشهد زخما من النشاطات المتنوعة، تحتضنها وإلى غاية ال 7 من نوفمبر المقبل، مختلف دور الثقافة والميدياتيك التي تنشط على مستوى العاصمة، ومن المنتظر أن يشارك في الفعاليات أزيد من 20 أديبا وباحثا قدموا من عديد البلدان العربية وحتى الأوربية، وذلك في محاولة لنفض الغبار على المسيرة المعطاءة لهذا اللسان الفني، الذي كثيرا ما حمل إرهاصات القضية الفلسطينية في قلبه وقالبه، وظل يحاول تضميد الجرح الفلسطيني، بقوافي أشعاره، هذه القامة الشعرية والأسطورة الأدبية التي سميت محمود درويش ستنزل بالجزائر للمرة الثانية، بعد الزيارة الأولى التي كانت عام 1971، في إطار الزيارة الثقافية التي قادته للعاصمة أين صنع الحدث والتميز بأشعاره التي تعبقها روح المقاومة والتحدي وحب الوطن، وهكذا يتوعد القائمون على التظاهرة على أن تكون في مستوى شاعر المقاومة محمود درويش، حيث ستتخللها قراءات شعرية مستمدة من دواوينه، ونوبات أدبية وكتابات يعبر ريحانها كل ركن من أركان دور الثقافة بالعاصمة، والتي هي بصدد وضع الرتوشات الأخيرة لاستقبال هذا الحدث الثقافي المهم، سيشارك إلى جانب الأدباء والمحاضرين ثلة من المترجمين الجزائريين، العرب وحتى الأجانب ممن استهوهم أشعار درويش، فراحوا يترجمونها لعديد اللغات لنقل أفكاره حول المقاومة والاستعمار الصهيوني، حيث سيعرضون ترجماتهم، ويفتحون ما في جعبتهم للنقد والتحليل. وبالموازاة مع فعاليات التظاهرة سينظم معرض للفنان التشكيلي رشيد قريشي، الذي كان رفيقا للراحل درويش، يضم المعرض تقديم لوحات تشكيلية تلخص القصائد العشرين المختارة من الباقة الشعرية الخالدة لدرويش، والتي ستلقى على هامش التظاهرة الرئيسية، على غرار قصيدة "جواز سفر" بطاقة هوية وإلى أمي ...إلخ. فاللوحات التي سيحتضنها جدران معرض الفنون بالعاصمة، ستحمل في ثناياها وفي تقاسيم ألوانها هذه النوبات الشعرية التي اختلجت درويش واهتز لها كل ذواق للشعر الأصيل والمعبر. من جهة أخرى من المنتظر أن ينزل الشاعر الفلسطيني الملقب بنجوان درويش القادم من القدس ضيفا، على الفعاليات للحديث عن تجربته الشعرية، التي تأثرت عميقا بإبداعات شاعر المقاومة. ستكون هذه التظاهرة الثقافية التي لا تزال تجري التحضيرات على قدم وساق لضمان نجاحها فرصة مميزة، لالتقاء الأدباء والمثقفين العرب، مما قد يعطي دفعا جديدا للعلاقات الثقافية بين البلدان العربية، خصوصا وأن الجزائر تبذل في السنوات الأخيرة مجهودات جبارة لتنشيط الساحة الثقافية، وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن التظاهرة تدخل في إطارات الاحتفالات بالقدس عاصمة أبدية للثقافة العربية.