كشفت مصادر مطلعة من الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، أن مافيا التهريب عمدت في الآونة الأخيرة إلى تهريب مواد خاصة بالتجميل من المغرب إلى الجزائر، أغلبها منتهي الصلاحية، خاصة المراهم التي تستخدمها النساء في عملية التجميل والتي غالبيتها من صنع شركات إسبانية هربت من المغرب، نظرا لعدم صلاحيتها وعزوف المغربيات على شرائها. وقال ذات المصدر ل "اليوم"، إن المهربين يعملون على إغراق الأسواق الأسبوعية بهذه المواد. وإلى جانب هذا، يلجأ الكثير من البائعين الفوضويين إلى اقتنائها وإعادة بيعها دون معرفة أضرارها، محذرا العديد من الصيادلة من الاستعمال العشوائي لمختلف أنواع المراهم بصفة عامة ومواد التجميل التي تباع بالشارع تلقائيا، بصفة خاصة، في ظل غياب حملات الرقابة على هذه المواد التي يزداد الطلب عليها من طرف الكثير من النساء، خاصة تلك التي تباع خارج الصيدليات التي تعتبر الجهة الوحيدة المرخصة والمؤهلة لبيع هذه المواد الكيماوية الصيدلانية. وقد أوضح فيصل عابد، رئيس نقابة الصيادلة في تصريح ل "اليوم"، بأن انتشار مثل هذه المواد بالأسواق غير المرخصة، وخاصة في الأسواق الأسبوعية وحتى في أرصفة الطرقات يشكل تهديدا كبيرا على صحة المواطنين، لتشمل المواد الكيماوية بما فيها مستحضرات التجميل، خصوصا مع ازدياد استعمال هذه المواد التي تسبب مستقبلا عدة أنواع من السرطانات خاصة السرطان الجلدي الذي يظهر بعد التعرض لأشعة الشمس، مما يؤدي إلى حروق خطيرة. و من ثمة حسبه "فإن مواد التجميل هي مواد طبية وتباع بشروط وفق تعليمات المختصين، وهو ما لم يصل إلى إدراكه بعد الزبون الجزائري، لكن بالمقابل تبقى هذه المواد معروضة بالأسواق، وأصبح من الصعب التغلب عليها، خاصة بعد ارتفاع الطلبات على هذه المواد المقلدة والمهربة من المغرب وإسبانيا". وتجسد أدنى الخطورة التي تتسبب فيها هذه المواد في الإصابة بطفح جلدي، وقد تصل إلى خطر الإصابة بسرطان الجلد في حال انتهاء صلاحية المنتوج أو الإفراط في استعماله ولمدة طويلة. وخلص المتحدث إلى أنه في غياب حملات تحسيسية للمواطن لتوجيهه في عملية اقتناء واستعمال المواد الواقية الطبية، أصبحت كل من وزارة التجارة والصحة مطالبتين بتكثيف الرقابة ومتابعة مصادر السلع وإرفاق هذه العملية بإجراءات احتياطية تمكن من محاصرة بارونات التهريب، إلى جانب دور مصالح الدرك الحدودية، خصوصا منها الغربية، حيث كشف أحد التجار أن المواد المغربية المهربة تتصدر قائمة هذه المنتجات المغشوشة إلى الجزائر.