الأسعار الماشية ب 30 بالمائة في ظرف قياسي كشفت الغرفة الوطنية للفلاحة تأهّب كل السّلطات المحلية للولايات المختلفة، بما فيها المديريات الولائية للفلاحة ونظيرتها للتجارة، لإنجاح المخطّط الموجّه لتنظيم بيع المواشي في مختلف الأسواق المحدّدة والمصنّفة من طرف مديريات التجارة، في الفترة الجارية بهدف تجنّب البيع العشوائي للمواشي مع اقتراب مناسبة عيد الأضحى المبارك الذي لم يبق عليه سوى شهر. وأكدت مصادر من وزارة الفلاحة ل"اليوم"، أن كلّ شيء جاهز لانطلاق عملية بيع الأضاحي عبر مختلف ولايات التراب الوطني بشكل "منظّم"، وأفادت في نفس السياق أن المصالح التابعة لكلا الوزارتين اتّخذت إجراءات من شأنها أن تضبط السوق، وقالت بالمناسبة إن " الفاعل الأول والأساسي في عملية الضبط سيكون بين المهنيين أنفسهم قبل كل شيء". وتتحدث بعض الأخبار، عن مبادرة بين وزارتي التجارة والفلاحة لشراء بعض الحصص من المواشي من طرف الموالين، قصد إعادة بيعها في الأسواق بأسعار معقولة، تفاديا للمضاربة في الأسعار، خاصة وأنه قبل اقتراب عيد الأضحى بأكثر من شهر ونصف سجلت أسعار المواشي ارتفاعا قياسيا بأسواق مختلف الولايات، زيادة تجاوزت -حسب تجار الأغنام والجزّارين- حدود ال 30 بالمائة وفي ظرف قياسي، مقارنة بمعدل الأسعار المسجّل خلال شهري أوت وسبتمبر الماضيين. وأرجع تجار وموالون أسباب الارتفاع "المقلق" للأسعار إلى كميات الأمطار المتساقطة في الآونة الأخيرة عبر غالبية الولايات المشهورة بتربية المواشي. هذا وقد طالب ممثلو الغرف الفلاحية ببعض الولايات خلال الأشهر القليلة الأخيرة وزارة الفلاحة بالإسراع في بعث صندوق وطني لدعم الموالين للسماح لهم بالوقوف في وجه ارتفاع أسعار الأعلاف التي تجاوزت قيمتها في السوق السوداء حدود المعقول خلال الفترات الأخيرة، وبالمقابل وجه لهم رشيد بن عيسى وزير الفلاحة طلبا مفاده إنشاء فيدرالية لتنظيمهم أولا قبل تأسيس صندوق للدعم. من جهة أخرى، تذكر بعض التحاليل أن غياب آلية فعّالة من طرف الحكومة وعدم لجوئها إلى استيراد مواشي العيد، الشيء الذي ساهم في ارتفاع الأسعار مع كل فترة تسبق عيد الأضحى، وبمعادلة بسيطة تؤكد نفس التحاليل الاقتصادية أن اضطراب بورصة المواشي في السوق الجزائرية ناتج آليا عن "الخلل" في كفتي العرض والطلب المعروف في المناسبة السنوية التي تتزامن مع كل عيد أضحى مبارك. وإضافة إلى ما سبق ذكره من عوامل تتعلّق بارتفاع أسعار الأعلاف، وتهاطل الأمطار، تعاني الولايات الحدودية على رأسها بشار وتلمسان وتبسة، من ظاهرة التهريب، الأمر الذي يخلق ندرة محلّية، كما انتقل هاجس التخوّفات من انتشار مرض اللّسان الأزرق من خلال الماشية المهرّبة عبر الحدود إلى ولايات أخرى، والتي سخّرت لها وزارة الفلاحة فرقا لأعوان البيطرة لمراقبة الأسواق، ومن جهة أخرى وكما هو مؤكّد ومعروف يرجع ارتفاع أسعار المواشي عموما، على اعتبار أنّ الإنتاج المحلّي غير كاف.