إضراب أسود يلوح في الأفق كشفت مصادر من الشركة الوطنية للسكك الحديدية ل"اليوم" عن اجتماعات تعقدها مؤخرا النقابة الوطنية للسكاكين تحضيرا للدخول الاجتماعي المقبل، والذي سيكون ساخنا، خاصة في ظل عدم تسجيل أي رد فعل ايجابي من طرف السلطات للائحة مطالبهم التي أشهروها منذ أكثر من خمس سنوات. وأضافت ذات المصادر، أن التقارير الأولية لممثلي بعض الولايات تتجه نحو تبني خيار الدخول في إضراب وطني، خاصة وأنه لم يعد هناك أي حديث لمفاوضات تجرى بين العمال والإدارة للتوصل الى حلول لانشغالاتهم. كما أكد المصادر، بأن حالة الغليان ستؤدي حتما الى شل القطاع خلال الأيام القليلة القادمة، للتعبير عن رفضهم للأوضاع المعيشية والمهنية، وكذالمطالبة بضرورة تلبية لائحة مطالبهم، على رأسها تسوية الأجور بما يليق بالجهد الذي يقدمونه تجاه الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، مشيرة إلى أن اعتماد الأجر القاعدي المحدد ب15000 دينار لعامل قضى 20 سنة في نفس المنصب أمر "غير منطقي"، والتي قالوا بشأنها أنها لا تتماشى والقدرة الشرائية الحالية، سيما وأن أغلبهم أرباب عائلات، ولهذا فعلى المسؤولين أن يعيدوا حساباتهم لمنح العمال حقوقهم كاملة، خاصة وأن هناك عمال آخرين يتحصلون على أجر أعلى ولم يتجاوزوا هذه المدة من الخدمة وهو ما اعتبره المتحدث تطبيقا ل "سياسة الكيل بمكيالين". وتساءل المتحدث عن سبب عدم تحرك المسؤولين لتغيير أوضاعهم المزرية، في حين يقودون قطارات تقدر بالملايير وأنهم يعملون بالليل والنهار ويضطرون في الكثير من المرات المبيت خارج الولايات بعيدا عن أهلهم وأولادهم ،من أجل كسب قوتهم رغم الصعوبات التي تواجهم يوميا، مطالبا في هذا السياق بضرورة منحهم حقهم في المنح والعلاوات كمنحة الخطر التي لا يتقضوها كاملة ومنحة التنقل التي لا يتقاضونها. الى جانب هذا، يعاني عمال هذه الشركة من مشكل قلة تعداد سائقي القطارات، حيث أكد محدثنا أن القطار يقوده سائق واحد وهو أمر لا يعقل باعتبار أن هذا الأخير يحتاج مساعدا له بالضبط كما يوجد في العالم، والمشكل الثاني يتعلق الأمراض المهنية، حيث أكد المصدر أن أغلبها غير معترف بها لدى الضمان الاجتماعي وهو ما زاد من معاناة العمال.