قالت عزوق فطيمة مديرة متحف الباردو - أن معرض "النحاسيات، نمط، حياة حضرية" يضم مجموعة هامة من القطع النحاسبة ذات قيمة فنية عالية تعود إلى القرن الثامن والتاسع عشر، حيث يشهد التنوع في الأشكال والتقنيات على مهارة وعبقرية الحرفي الجزائري عبر القرون، كما أنها تعكس فن معيشة حضرية. وأضافت مديرة متحف الباردو أول أمس على هامش افتتاح معرض النحاسيات، نمط حياة حضرية" أن المعرض لا يبرز كل جوانب صناعة النحاس الجزائري، وإنما هدفه الأساسي هو إظهار ديمومة وسيرورة العادات المحلية وكذا ربط علاقة تجمع بين المؤسسة المتحفية ومجمعي التحف الذين يساهمون في الحفاظ على تراثنا المادي. .. وذكرت باكوري فريدة - ملحقة بالحفظ والإصلاح أن صناعة النحاس تعممت في افريقيا الشمالية بفضل قدوم العثمانيين في القرن ال 16 م، وبعد ضمهم للجزائر وتونس إلى إمبراطوريتهم، حيث انتشر استعمال النحاس بشكل كبير بداية من القسطنطينية إذ كانت تستعمل الكثير من الأواني في مطابخ قصور ومنازل الأعيان خلال الاحتفالات وكانت هذه الأطقم تساهم في رونقة هذه التجمعات. وأضافت المتحدثة أن التشكيلة المتنوعة للأواني تمثل تراثا ماديا وفنا معيشيا مشتركا للمغاربة نتيجة تشابه نمط عيشهم، وتستلزم حياتهم المادية الإعتماد على الأواني المطبخية والمنزلية نفسها "تتطلب التقاليد المطبخية منتجات نحاسية أذكر منها القصاع (السلطة)، دلاء (محابس)، مرشات، صينيات الأطقم ذات الأحجام المختلفة منها الصغيرة (سنية) والكبيرة (سني) وظهرت في السنوات الأخيرة أشكال جديدة وهي الصينيات البيضوية والتي تقدم عليها الكباش المشوية". وتقول إن التجهيزات المنزلية تشمل كذلك على أباريق الشاي (براد)، أباريق القهوة، والتي قد تستعمل للغرضين، غلايات، قدور وكسكاس، مقطرات (قطار) لاستخراج المستخلصات الزهرية، مكاييل (المد، المكيال) لوزن الحبوب، أما داخل البيوت فكانت للنساء المباخر (بخارة) وأكثرها ملاءمة تلك الصغيرة التي تجوب بها النساء مختلف الغرف والحجرات لتعطيرها، كما كانت تستعمل كثيرا في المساجد خلال الاحتفالات الدينية. وفي نفس السياق تضيف باكوري فريدة: "تتجلى هيمنة المواد النحاسية خاصة في المجال المنزلي إذ نجد أطباقا بغطائها وبأحجام مختلفة (تبسي عشاوات) الأقماع (لمبوط)، أقداح الوضوء، أباريق لغسل اليدين (وضاية، مصب)، قصاع لغسل الملابس، قصع الحمام (سلطة، طاسة الحمام)، علب الصابون (تفاي)، سكريات، أوعية المربى (فوارة المعجون)، رحيات القهوة، أطباق الحلويات والطهي، أجران ثقيلة (مهراس) ، ثريات.. والقائمة طويلة. وفي الأخير أشارت إلى أنه ذكر لمعان الأواني النحاسية في كثير من أشعار الملحون مقارنة بجمال المحبوبة. .. ومن بين الأشكال والقطع النحاسية التي احتواها المعرض نجد نارجيلة "رانجيلا"، رحي "رحيوة"، ركوة "جزوة"، طاجين متعدد الاستعمالات، أقداحا للوقاية، دلو "محبس الحمام"، دلو لغرف الماء "قلة"، قدح "سلطة"، طست طاسة، صحن الفواكه "تبسي"، صينية "سني"، ابريق القهوة "بقراج"، مبخرة "بخارة"، صحن بغطاء "تبسي عشاوات".