"شعيب" الطفل الناجي الوحيد من العائلة لا يزال تحت الصدمة شيّعت، أول أمس، جثامين أفراد عائلة "بن راشدي" الستة إلى مثواهم الأخير في أجواء مأساوية، وسط جمع غفير من أفراد العائلة والجيران، الذين لا يزالون تحت هول الصدمة والفاجعة، التي ذهبت ب 6 أشخاص في وقت واحد من دون أي سابق إنذار. وغصّ منزل العائلة في حي "بوذراع صالح" بالمعزّين من مختلف أرجاء الولاية، الذين أبوا إلا أن يقدموا واجب العزاء لعائلة "بن راشدي"، على أمل أن يخففوا قليلا من الألم الكبير الذي ألم بهم، بالأخص وأن الأمر يتعلق بأطفال ووالديهم، ومشهود لهم في المنطقة بحسن الأخلاق والمعاملة الحسنة مع الجيران طيلة المدة التي قضوها في هذا الحي الشعبي، حيث لقيت العائلة تآزرا كبيرا من طرف المحسنين، الذين حاول كل منهم تقديم ما يستطيع من يد العون، سواء بالمال أو بالجهد إلى أو بالمعدات لاستقبال المعزين في أحسن الظروف، إلى حين تشييع الجثامين الستة إلى مثواهم الأخير بمقبرة "بن شرقي". جدير بالذكر أن الحادثة الأليمة خطفت 4 أطفال هم "يوسف، شوقي، تقوى وصفاء" الذين يبلغون من العمر 13 ، 9 ، 11 و 3 سنوات على التوالي، بالإضافة إلى أبيهم وأمهم، ولم يتبقَ من العائلة إلا "شعيب" الناجي الوحيد، الذي شاءت الأقدار أن يكون بعيدا عن المنزل وقت الحادثة، والذي لقي تضامنا كبيرا من المعزين، بعدما عانى من حالة نفسية صعبة، ولم يصدق خبر غياب كل إخوته وأبيه وأمه في يوم واحد إلى الأبد، إلا أنه تمالك نفسه رغم الألم، وطلب من الحضور الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، راضيا بقضاء الله وقدره.