في أجواء جنائزية مهيبة ، شيعت أمس قبل صلاة الظهر جثامين الضحايا الثلاثة للمجزرة التي شهدتها قرية تيزي احمد ببلدية تيشي قبل يومين حيث نزل المئات من سكان القرى المجاورة و حتى البعيدة منها للمشاركة في المسيرة الجنائزية للتعبير عن بالغ تأثرهم بهول المجزرة وتضامنهم مع العائلة. وكانت الأم الأولى التي وريت الثرى لتليها ابنتها ياسمين و بعدها الرضيع بلال حيث لم يتمالك الكثير من الرجال عواطفهم ليطلقوا العنان للدموع خاصة أفراد العائلة من جهة الأعمام و الأخوال و الأقارب .
طالع في نفس الموضوع "سأعيد الكرامة لبيتي"! وأيضا رجل يذبح زوجته واثنين من أبنائه
المقبرة الصغيرة بتيزي احمد غصت عن أخرها بالمعزين الذين التفوا حول الناجي الوحيد من المجزرة و هو الابن البكر للجاني الذي لا يزال يعاني من اثر الصدمة وغير مصدق أن الموارين التراب هم والدته و شقيقته و شقيقه الأصغر، و لظروف معروفة لم تسمح للعائلة للكثير من الناس الاقتراب من الطفل حتى لتقديم التعازي له و هو ما يدل على هول ما حدث والصدمة التي ألمت بقلوب كل من عرف الأسرة التي أبيدت على يد رب العائلة . وبالموازة مع انشغال المعزين بتشييع جثامين الضحايا كان رجال الأمن قد قرروا تقديم الجاني الى وكيل الجمهورية لدى محكمة بجاية الذي قرر بدوره ايداعه الحبس المؤقت من أجل محاكمته حيث ذكر بعض الشهود الذين رأوا الجاني و هو يدخل مقر المحكمة أنه كان في حالة عادية ولم يقوم باي تصرف يذكر رغم كثرة الفضوليين من المحامين و المتحاكمين الذين وقفوا جميعا يراقبون مرتكب المجزرة وهو يدخل أروقة المحكمة وتظيف مصادر محلية أن رجال الدرك الوطني يواصلون التحقيق قصد الوصول الى الحقيقة الكاملة التي تقف وراء المجزرة.