أنهى فريق من مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارة ميدانية الى المحطة النووية كودانكولام الواقعة فى ولاية تاميل نادو جنوب الهند وسط استمرار الاحتجاجات العارمة فى هذه الولايات ضد اقامة هذه المحطة، وأوضحت مصادر اعلامية هندية أن خبراء الوكالة الدولية اضطروا الى اتمام مهمتهم فى وقت متأخر من مساء أمس فى ظل تأزم الوضع الامنى على خلفية الاعتصام المفتوح الذي نظمه بالمنطقة المناهضون للمشروع مطالبين بوقف العمل بالمحطة النووية، وتسابق الحكومة الهندية الزمن لتشغيل محطة كودانكولام النووية التى يتم بناوءها بمساعدة من روسيا بتكلفة تقدر ب8, 2 مليار دولار كما تقود بالموازاة مع ذلك حملة مكثفة لتهدئة مخاوف السكان المحليين ازاء هذا المشروع النووى، ويخشى سكان قرية /كودانكولام/ الساحلية التى ستحتضن المنشأة النووية من أن يتكرر حادث محطة فوكوشيما اليابانى فى حال حدوث هزة أرضية مماثلة لزلزال اليابان فى مارس الماضى وما أعقبه من موجات مد بحرى خاصة فى ظل عدم وجود ضمانات حكومية لحماية سكان المنطقة والساحل الجنوبى الغربى فى حال حدوث كارثة نووية، ورغم الانتقادات الشديدة للجمعيات البيئية المحلية للبرنامج النووى الهندى لاسيما ما يتعلق بمعايير السلامة ترى الحكومة الهندية أن البلاد بحاجة الى تعلم الدروس المناسبة من الكارثة النووية فى اليابان لاتخاذ ضمانات اضافية لكنها لا تستطيع التخلى عن برنامجها النووى فى ظل الطفرة الاقتصادية والتنموية الهائلة التى تحققها، وعمل رئيس الوزراء الهندى مانموهان سينغ مؤخرا على تهدئة الرأي العام المحلى عندما أمر بمراجعة دقيقة لمعايير السلامة فى جميع المنشآت النووية الهندية مؤكدا مع ذلك أن جميع المنشآت النووية الهندية آمنة وتتوفر الهند حاليا على عشرين مفاعلا نوويا فى ست محطات نووية علما بأن الطاقة النووية تساهم بثلاثة فى المئة من امدادات الطاقة فى البلاد فيما تسعى الحكومة الهندية الى مضاعفة ذلك الى ستة فى المئة بحلول عام 2020 و13 فى المئة فى أفق عام 2030 ، ولجأت الهند ثالث قوة اقتصادية اسيوية الى الطاقة النووية فى خضم بحثها الحثيث عن موارد جديدة لمواكبة معدلات النمو المتسارعة لاقتصادها والتى قاربت 9 فى المائة الجزائر – النهار أون لاين