عمل الفنيون على مدار الساعة لمعالجة الخلل في مفاعل ثان بمجمع فوكوشيما النووي الياباني، الذي تعرض لتصدعات وانهيارات في مبانيه بسبب الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد الجمعة، وأدى إلى موجات تشونامي بحرية مدمرة أودت بحياة الآلاف. ويقول مسؤولون إن نظام التبريد تعطل في المفاعل الثالث، وهي نفس المشكلة التي أدت إلى انفجار قوي في المفاعل الأول السبت. وأعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان حالة طوارئ نووية في جميع أنحاء البلاد بعد تعرض مجمع فوكوشيما إلى مشاكل وأعطاب جسيمة. وصدرت أوامر بإغلاق 11 مفاعلا وأربع محطات. وبموجب القانون الياباني يتوجب إعلان حالة الطوارئ إذا تعطلت أنظمة تبريد في أي مفاعل نووي في البلاد، التي يوجد فيها 55 مفاعلا تولد نحو ثلث احتياجات البلاد من الطاقة الكهربائية. وقد تم بالفعل جلاء نحو 170 ألف شخص من سكان المناطق المحيطة بالمجمع النووي. وقد أنشأت الحكومة مركز طوارئ لبحث الإجراءات الواجب اتخاذها وجمع المعلومات عن الأضرار التي لحقت بالمفاعلات. لكن المصادر اليابانية نفت حدوث أي عمليات تسرب إشعاعي حتى الآن. لكن وكالة كيودو اليابانية للأنباء نقلت عن لجنة أمنية قولها أنه تم تسجيل مستوى للإشعاع النووي أعلى بألف ضعف من المعدل الطبيعي في قاعة للتحكم داخل المفاعل الأول في المجمع الواقع شمال شرقي اليابان. يشار إلى أن مجمع فوكوشيما يضم ستة مفاعلات أقدمها انشأ منذ 40 عاما. في هذه الأثناء قالت الشرطة إن ضحايا أمواج التسونامي في البلاد قد يصل إلى أكثر من عشرة آلاف قتيل، بعد أن كانت التقديرات قد وضعت الرقم عند ألفين فقط. ويقول مراسل بي بي سي في اليابان كريس هوغ، إن الانصهار في المفاعل الثالث سيكون أكثر خطورة، في حال حدوثه، من الانصهار الذي حدث في المفاعل الأول، لان الوقود المستخدم فيه هو اليورانيوم والبلوتونيوم، في حين أن المفاعلات الباقية يستخدم فيها اليورانيوم فقط. ويقول الخبراء انه طالما تمكن الفنيون من الإبقاء على قضبان الوقود النووي مغمورة في الماء، سيكون بالإمكان تجنب كارثة نووية كبيرة. ويضخ العمال حاليا كميات من مياه البحر لتبريد تلك القضبان، إلا أن بعض الأنباء تحدثت عن أن بعض أطراف تلك القضبان النووية خرجت إلى فوق مستوى سطح الماء.