الكتاب صدر حديثا عن منشورات عاصمة الثقافة العربية جاء في 393 صفحة مقسمة إلى عشرة فصول مهد فيها المؤلف أولا بالرجوع إلى الجزائر قبل الإسلام و أصل سكانها وخصص الفصل الأول إلى فترة الولاء في البلاد الحديثة التعريب ثم عرج إلى فترة الرستميين أحد أهم المراكز الثقافية في عصرها أين ظهر أول جيل من الأدباء الجزائريين الحقيقيين ومر الكاتب على جميع المراحل التاريخية التي عرفتها الجزائر مع شرح مستفيض لكل ما مميز كل فترة من التغيرات الثقافية و الاجتماعية و السياسية التي ميزت كل مرحلة ففي الفترة العثمانية تحدث محمد الطمار عن تراجع الأدب في تلك الفترة بسبب الضعف السياسي الذي ميز البلاد يقول محمد الطمار "لم يبقى من الحركة الفكرية التي طالما ازدهرت قبل هذه الفترة إلا ذلك البصيص النافد من بيوت عرفت بالعلم ....فلا نجده ماثلا في القرن العاشر في أديب يستحق هذا الاسم عن جدارة .." وفي الفترة التي عقبت الاحتلال الفرنسي للجزائر كان الأمير عبد القادر الجزائري أهم شخصية أدبية تركت بصماتها في الأدب الجزائري قبل تراجعه مع محاولات طمس الهوية الجزائرية بمنع تعليم اللغة العربية و ذكر المؤلف أهم الأسماء التي كانت لها إسهامات للنهوض بالأدب الجزائري من بن شنب و المفكر الفيلسوف مالك بالنبي إلى الأدباء الناطقون بالفرنسية الذين أكد الكاتب على انتماء كتاباتهم إلى الأدب الجزائري مثلما يقول مالك بالنبي "نحن نكتب بلغة فرنسية لا بجنسية فرنسية". الكتاب دراسة جادة قام بها "محمد الطمار " يمكن أن يستفيد منه الدارسين و المهتمين بالشخصية الأدبية الجزائرية حاول فيه الكاتب مثلما جاء في تقديمه إبراز شخصية الجزائر المتميزة عبر القرون في الميدان الثقافي مع تبيين ما قد غذى هذا الأدب من روافد مشرقية و ما خالطه من منابع أندلسية و ما أحاط بها من ظروف سياسية و اجتماعية و ثقافية.