دعا أحمد قذاف الدم، ابن عم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي الليبيين إلى التصالح، معترفا بالخطأ في حق ليبيا". وكشف أنه على اتصال بالقبائل الليبية وكذلك الكتائب المسلحة لتحقيق هذه المصالحة، لكن الكل خائف بعد ما حدث.وحسب قذاف الدم، الذي غادر إلى مصر في بداية الأزمة الليبية، فإن مبادرة الحوار التي أطلقها مؤخرا تسير، ولكن هناك تخوف من الجانبين.وقال في مقابلة مع صحيفة "الشروق اليومي"، اليوم الثلاثاء، تعليقا على آراء من اتصل بهم لتحقيق المصالحة إن "الكل مستجيب، لكن لا أحد يجرؤ على الكلام، حتى لا يتهم كعميل للناتو أو عميل للنظام السابق، ولكننا سوف ندفع بالحق حتى ينتصر".واعترف في توصيفه للوضع في ليبيا الآن بقوله: "أخطأنا في حق ليبيا، وسقناها إلى هذه المحرقة، علينا أن نصحح أخطاءنا جميعا، وأن نتحمل المسؤولية في لحظة غاية في الحساسية، ولذلك تقدمت بنداء لأهلنا في ليبيا".وأضاف "للأسف، الجثث لغاية اليوم تحت الأنقاض، أين منظمات حقوق الإنسان، أين المطالبين بالحرية، فالجرحى من الطرفين كلهم أولاد ليبيا، ويبقى أمامنا بناء الدولة التي نتفق عليها، وهذا الشيء ليس مستحيلا، لأن التركيبة الاجتماعية في ليبيا قادرة على أن تخلق أمرا إيجابيا إذا ما جلسنا مع بعض بمسؤولية".ويرى أحمد قذاف الدم، الذي عمل لفترات طويلة مبعوثا شخصيا للعقيد معمر القذافي، أن المهم هو حصول توافق على المصالحة، أما من يقوم بها فليس محددا بعد، فقد تكون الجامعة العربية أو الأممالمتحدة أو الجزائر أو مصر.وقال في هذا الإطار "علينا أن نجلس للتحاور، لا يستطيع طرف أن يلغي الآخر، لكننا مستعدون جميعا للانحناء أمام ليبيا، لكي تتعافى ونستطيع أن نرى أملا في مستقبل هذا الحوار، ترعاه الجامعة أو الأممالمتحدة، أو الجزائر أو مصر، نرحب بأي طرف تهمه ليبيا"، على حد قوله.وشدد على أنه "لا أحد يزايد على أحد، الأسرى والقتلى بالآلاف، وحتى ما يخص البنى التحتية والوضع المالي الوضع سيئ، نرجو أن يعود لنا رشدنا ونقول يجب أن تنتصر ليبيا ولم ينتصر أحد على آخر". مؤكدا من جهة أخرى على أن من أخطأ في حق ليبيا يجب أن يحاكم، ويجب أن تكون المحكمة عادلة بعد انتخاب حكومة شرعية.وصرح قذاف الدم أنه خرج من ليبيا بمحض إرادته ومستعد للعودة إليها في أي وقت، لأنه لم يرتكب شيئا يخجل منه على حد قوله، مشيرا إلى خوفه من أن "تدخل البلاد في مرحلة لا نستطيع بعدها إلا اللوم، لأنه لا يمكن لليبي أن ينحني لآخر، وهذا العناد أوصلنا لهذه المرحلة. الآن أرى أنه لا يوجد من هو مطمئن على الوضع في ليبيا ولا يوجد شخص مستقر، والصورة غير واضحة وقاتمة". ولفت قذاف الدم إلى أن هناك من يحضر لانتفاضة، وقال: "أعرف الكثير من الأحياء في طرابلس وفي عدة مدن أخرى، تعد العدة لذلك".