أعلن أحمد قذاف الدم، ابن عم الزعيم الليبي معمر القذافي أمس استقالته من جميع مناصبه بالجماهيرية الليبية، جاء ذلك في بيان أفاد «قذاف الدم» فيه أنه "نظراً للطريقة التي تتتم بها معالجة الأزمة الحالية في ليبيا، وما يقترف بحق أهلي وشعبي، أعلن أنا «أحمد قذاف» الدم عن استقالتي من كافة مناصبي بالدولة الليبية، داعياً الجميع إلى وقف حمام الدم من أجل ليبيا ووحدتها ومستقبلها، وستبقى ليبيا فوق الجميع". في الوقت نفسه، قدم النائب العام الليبي «عبد الرحمن العبار» استقالته احتجاجا على المجازر التي ترتكب بحق الشعب الليبي. وجاءت استقالة «العبار»، في بيان متلفز، قال فيه: "نظرا للقسم الذي أقسمته يوم توليت هذه الوظيفة أن أكون منحازا للحق والعدل مخلصا للوطن والشعب ويشهد الله أنني كنت وما زلت وسأظل إن شاء الله منحازا لهذه المبادئ .. حيث إن ما حدث ويحدث من مجازر وإراقة للدماء لم يشهد لها الشعب الليبي والتاريخ مثيلا وهو فرض منطق القوة والعنف بدل الاحتكام إلى الحوار الديمقراطي المتكافئ ولأن ما حدث ويحدث في ليبيا يتنافى مع مبادئ الحق والعدالة التي آمنت بها فإنني أعلن التأكيد على تقديم استقالتي من منصب النائب العام في ليبيا وإنني أعلن انضمامي لإرادة الشعب الليبي المتمثلة في ثورة الشباب في 17 فيفري. وكانت الأنباء قد تضاربت حول موقف ابن عم الزعيم الليبي معمر القذافي وأقرب أعوانه أحمد قذاف الدم من الأحداث الدامية التي تشهدها ليبيا، ومكان تواجده في الوقت الراهن. ففي الوقت الذي نفت فيه مصادر ما تم تداوله حول طلب هذا الأخير اللجوء السياسي في مصر معلنة وصوله لسوريا في زيارة خاصة، وأكدت مصادر دبلوماسية وصفت ب"الموثوقة" في نيويورك استقالته من مهامه. وكانت أنباء غير مؤكدة أعلنت قبل ذلك خبر انشقاق قذاف الدم وطلبه اللجوء السياسي في مصر، في ضربة تعد (إذا ما ثبت صحتها) الأقوى ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. وكانت صحيفة «ايفيننج ستاندرد» اللندنية أكدت في وقت سابق بدورها خبر انشقاق قذاف الدم عن حكومة ابن عمه. لكن وضعية ابن عم القذافي وحقيقة انشقاقه من عدمها تبقى غير واضحة أو مؤكدة في ظل تضارب الأنباء والتزامه الصمت حيال ذلك. وقذاف الدم هو ابن عم العقيد معمر القذافي، وتولى مسؤولية تنسيق العلاقة بين ليبيا ومصر، وكان في الوقت نفسه المبعوث الرسمي له لمختلف بلدان العالم، ويصنف ضمن دائرة كبار المسؤولين الأمنيين في النظام. وتروي المصادر أن قذاف الدم ولد في مصر عام 1952، وعمل في الحقل العسكري في ليبيا، ووصل إلى رتبة عقيد، وهي الرتبة نفسها التي يحملها معمر القذافي. وتواردت أنباء مختلفة متضاربة عن مصيره الذي اختاره منذ بدء الثورة، فهناك من قال إنه هرب إلى سوريا، وآخرون قالوا إنه لا يزال في ليبيا، وأوكلت إليه مهمة قمع المظاهرات في «بنغازي».