يضيق الخناق بالعقيد الليبي معمر القذافي كل يوم، وتزداد عزلته السياسية مع إعلان الدول الغربية طردها لدبلوماسيي العقيد وممثلي الحكومة الليبية في دولهم، في مقابل إعلانهم قرار التعامل مع المجلس الانتقالي الليبي الناتو يؤكد أنه ليس معنيا بدعوة السلطات الليبية لوقف إطلاق النار وبحسب وكالات الأنباء العالمية وتصريحات المسؤولين سواء منهم الموالين له أو معارضيه، فإن مسألة رحيل القذافي باتت قاب قوسين أو أدنى، وما بقي منها سوى الاتجاه بين خيار الرحيل نحو المنفى أو التفاوض وتسليم السلطة، وهي رغبة القذافي حسب تسريبات المقربين منه. أكد ميخائيل مارجيلوف، ممثل روسيا الخاص للشؤون الإفريقية، أمس، أن روسيا أجرت اتصالات مع الدوائر المقربة من الزعيم الليبي معمر القذافي ويمكنها أن تناقش مسألة تنحيه عن السلطة. وقال مارجيلوف في قمة مجموعة الثماني في منتجع دوفيل بشمال فرنسا “كان يتعين أن نتحدث إلى القذافي شخصيا لكننا ناقشنا الأمر مع اعضاء حكومته وربما مع أبنائه. ونواصل إجراء مثل هذه الاتصالات لذا فثمة أمل في حل سياسي”. وطلب منه أن يحدد من سيكون الشريك الرئيسي لروسيا، فرد بقوله: “تخيل لو أعطيتك اسم هذا الشخص ثم طار رأسه في اليوم التالي”. وأضاف: “لكن لدينا ناس في معسكر القذافي”. هذا وقال مسؤول روسي رفيع على هامش قمة مجموعة الثماني إن روسيا مستعدة للتوسط في الأزمة الليبية بعد أن طلب منها ذلك شركاؤها في المجموعة. وقال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية “إذا كانت لهجة الاحترام التي تحافظ عليها روسيا في الحوار مع السلطات الليبية ستساعد السيد القذافي على اتخاذ القرار الصحيح. أعتقد أن ذلك سيكون إسهامنا الجاد والهام في حسم الموقف الخطير المنطوي على خطورة أكبر في ليبيا والمنطقة”. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يوم الجمعة، إن ألمانيا تريد أن يرحل الزعيم الليبي معمر القذافي وأن هذا ليس موقف بلادها وحدها. وأضافت ميركل أن الاتحاد الأوروبي سيسهم بمساعدات قيمتها 1.3 مليار دولار لتونس ومصر. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، إن الولاياتالمتحدةوفرنسا على اتفاق كامل بضرورة استمرار التدخل الذي يقوده حلف شمال الأطلسي في ليبيا إلى أن تنتهي الأزمة. وقال أوباما بعد محادثات مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي أثناء قمة مجموعة الثماني السنوية في بلدة دوفيل الساحلية الفرنسية إن الزعيم الليبي معمر القذافي يجب أن يترك البلاد. وأضاف في إفادة صحفية بقمة مجموعة الثماني: “اتفقنا على أننا أحرزنا تقدما في حملتنا بليبيا، لكن تنفيذ تفويض الأممالمتحدة بحماية المدنيين لا يمكن أن يتحقق مع بقاء القذافي في ليبيا وهو يوجه قواته لأعمال عدوان على الشعب الليبي”. وقال “نحن مصممون على إنهاء المهمة”. ويقصف حلف شمال الأطلسي بقيادة فرنسا وبريطانيا قواعد جيش القذافي منذ مارس الماضي، بموجب تفويض من الأممالمتحدة لحماية المدنيين الذين يعانون من القتال الدائر مع قوات المعارضة التي تريد إنهاء حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما. من جهته عرض رئيس الوزراء الليبي، البغدادي المحمودي، على المعارضة في بلاده وقفا لإطلاق النار، كاشفا للمرة الأولى أن طرابلس مستعدة للحوار معها، وذلك في إشارة إلى أن أكثر من 100 يوم من القتال الدائر في البلاد والقصف الكثيف لقوات الناتو قد يكونان أفلحا بانتزاع تنازلات من نظام الزعيم معمَّر القذافي. وقال المحمودي إن الزعيم الليبي العقيد معمَّر القذافي “هو في قلب كل ليبي، وإن هو غادر، فإن كافة الشعب الليبي سوف يغادر”. ورفض حلف شمال الأطلسي “الناتو”، والثوار، عرض الزعيم الليبي، معمر القذافي، للتفاوض لإنهاء الضربات الجوية، بالإشارة إلى أن القذافي فقد مصداقيته. ودعت المتحدثة باسم حلف الأطلسي، كارمن روميرو، القذافي إلى أفعال وليس مجرد أقوال، مضيفة: “هذا النظام أعلن عدة مرات من قبل وقف إطلاق النار وواصل مهاجمة المدنيين والمدن”.