فشل المنتخب الوطني في العودة بنتيجة إيجابية من ملعب الرابع أوت بالعاصمة البوركينابية واغادوغو سهرة أمس، حين واجه نظيره المالي لحساب تصفيات كأس العالم المقررة بالبرازيل سنة 2014، حيث عاد بهزيمة جد قاسية بنتيجة هدفين مقابل هدف، في مباراة دفع "الخضر" فيها ثمن التراجع إلى الخلف كثيرا بسبب الحرارة المرتفعة والعياء خاصة خلال المرحلة الثانية، ما سمح للمنتخب المالي بالسيطرة على زمام الأمور وحسم الأمور لصالحه رغم أن الأفضلية كانت تبدو لصالح أشبال المدرب حاليلوزيتش للفوز بنقاط هذه المباراة، لكن الميدان كشف عدة أمور سلبية على مستوى التشكيلة الوطنية خاصة على مستوى التجانس في محور الدفاع وخط وسط الميدان، ناهيك عن تضييع القاطرة الأمامية لعدة فرص أمام المرمى، وهي أمور يبقى الناخب الوطني حاليلوزيتش مطالبا بمعالجتها في أقرب وقت قبل فوات الأوان.المرحلة الأولى من هذه المباراة عرفت بداية قوية للعناصر الوطنية التي دخلت كالعادة بخطة هجومية واضحة منذ البداية من خلال شن عدة هجومات على الدفاع المالي كللت بهدف أول في الدقيقة الخامسة من توقيع هداف شباب بلوزداد إسلام سليماني الذي استغل خطأ فادحا في مراقبة الكرة من طرف الحارس المالي دياكيتي سومايلا، حيث حول الكرة إلى الشباك بسهولة كبيرة وسط فرحة كبيرة للعناصر الوطنية وأنصار "الخضر" الذين تواجدوا بمدرجات الملعب، وكاد قديورة أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 11 من قذفة قوية من على بعد 35م لكن الحارس المالي هذه المرة كان بالمرصاد، ليضيع قادير في الدقيقة 15 فرصة ذهبية أخرى عندما رواغ ثلاثة لاعبين داخل منطقة العمليات لكن كرته مرت جانبية على إطار المرمى، لنسجل بعد ذلك أول محاولة خطيرة للمنتخب المالي في الدقيقة 22 إثر قذفة صاروخية من خارج منطقة العمليات تصدى لها الحارس الوطني مبولحي ببراعة كبيرة، ليضيع سليماني كرة هدف محقق في الدقيقة 24 عندما لم يحسن التعامل مع كرة على طبق من زميله لحسن، حيث وضعها جانبية على إطار مرمى حارس المنتخب المالي الذي استرجع زمام الأمور خلال ربع الساعة الأخير من هذه المرحلة، مستغلا تراجع العناصر الوطنية التي ارتكبت عدة أخطاء فادحة خاصة على مستوى وسط الميدان ومحور الدفاع الذي يتحمل مسؤولية هدف التعادل الذي سجله المنتخب المالي في الدقيقة 28 عندما حول المهاجم داي محمادو ركنية من زميله كايتا إلى الشباك ببراعة كبيرة، ومن دون أية مراقبة من مدافعي المنتخب الوطني، وكاد المنتخب المالي أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 31 لولا تألق الحارس مبولحي في صد قذفتين خطيرتين من كل من داي محمادو وطراوري، حيث كان مبولحي في الموعد وتألق بشكل ملفت للإنتباه على غرار تصديه لكرة هدف محقق أخرى من المهاجم ساماسا عقب خطأ فادح في مراقبة الكرة مرة أخرى من محور دفاع المنتخب الذي كان بعيدا كل البعد عن مستواه خلال هذه المرحلة الأولى. المرحلة الثانية من هذه المواجهة عرفت بداية قوية للمنتخب المالي الذي كاد أن يضيف هدفا ثانيا في الدقيقة 46 عندما توغل المهاجم دومبيا داخل منطقة العمليات حيث رواغ مبولحي لكن لحسن حظ المنتخب الوطني كرته مرت فوق إطار المرمى، ليعلن حكم المباراة مخالفة خيالية للمنتخب المالي في الدقيقة 51 على خط مربع العمليات، لكن لحسن الحظ كرة كايتا مرت بعيدة عن إطار المرمى، لنسجل أول محاولة للخضر خلال هذه المرحلة في الدقيقة 53 عن طريق سليماني لكن كرته كانت عالية، ليضيع قادير كرة هدف محقق في الدقيقة 56 عندما توغل من الجهة اليمنى داخل منطقة العمليات لكن كرته جانبت القائم الأيسر لمرمى المنتخب المالي الذي هدد مرمى الخضر مرة أخرى في الدقيقة 62 عن طريق مايغا لكن مبولحي كان في الموعد مرة أخرى، ليكون الرد مباشرة من عدلان قديورة دقيقة بعد ذلك بقذفة صاروخية لكنها جانبت القائم الأيمن للحارس المالي دياكيتي، ومع مرور الوقت تواصلت محاولات لاعبي المنتخب المالي على مرمى الحارس مبولحي والتي كللت بهدف ثان في الدقيقة 81 بنفس طريقة الهدف الأول، إثر ركنية منفذة من كايتا تجد المهاجم مايغا من دون مراقبة يسكنها في الشباك بسهولة كبيرة، ورغم دخول الثنائي سوداني وجبور في الدقائق الخمس الأخيرة إلا أن النتيجة بقيت على حالها حتى صافرة النهاية بهزيمة غير منتظرة لأشبال حاليلوزيتش.