افتتح عدد من قادة دول غرب إفريقيا اليوم السبت، في واغادوغو قمة يلتقون خلالها "القوى الحية" في مالي للبحث في سبل تشكيل "حكومة وحدة وطنية" قادرة على مواجهة الأزمة في هذا البلد الذي تسيطر على شماله جماعات مسلحة، خصوصا إسلامية.وتجمع القمة رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري وسيط المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا وستة من نظرائه مع "القوى الحية" في مالي، أي ممثلين عن الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني، ولكن في غياب أي ممثل عن السلطات الانتقالية في مالي.وقال كومباوري في افتتاح القمة أن "التفكير في تشكيل حكومة توافقية في مالي وتأمين المؤسسات" و"حماية" الرئيس الانتقالي "تشكل أهدافا كبرى"، محذرا من أن وضع المؤسسات الدستورية في باماكو "ضعيف وهش".وغاب عن القمة الرئيس الانتقالي ديونكوندا تراوري، رسميا بسبب تلقيه العلاج في باريس بعد إصابته في اعتداء في أواخر ماي، وكذلك رئيس الوزراء شيخ موديبو ديارا.ولم يعط أي توضيح عن غياب ديارا، لكن العلاقات باتت صعبة للغاية بين رئيس الوزراء والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي تريد تشكيل حكومة أكثر تمثيلا.وفي القمة لا يمثل السلطات الانتقالية في مالي إلا وزيرة التكامل الإفريقي رقية تراوري.وقبيل افتتاح القمة غادر قاعة الاجتماع وفد يمثل شمال البلاد الذي تسيطر عليه منذ ثلاثة أشهر مجموعات مسلحة، ولا سيما إسلامية، من دون أن يتبين في الحال سبب مغادرته. وشدد كومباوري على ضرورة اتخاذ "إجراءات عاجلة" "لمواجهة الخطر الإرهابي في شمال البلاد" حيث الوضع الإنساني يشهد "تدهورا متواصلا".وقال رئيس ساحل العاج الذي يتولى رئاسة المجموعة الاقتصادية حاليا "لا يمكننا أن نقبل وضع هذا البلد الشقيق الذي هو مالي".وأكد أن من شان "عودة الرئيس الانتقالي سريعا إلى باماكو" وتشكيل "حكومة وحدة وطنية واسعة بأجندة وإطار محددين ومؤمنين" لفترة انتقالية مدتها سنة، أن تساهم في "إعادة توحيد الأمة المالية من اجل العودة إلى الديمقراطية ووحدة أراضي مالي".وتعتبر مجموعة غرب إفريقيا انه يتوجب الإسراع في تعزيز واستقرار السلطات الانتقالية لمواجهة الأزمة في الشمال حيث هزم الإسلاميون المتحالفون مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المتمردين الطوارق الذين شنوا الهجوم في جانفي الماضي.وخيار تدخل عسكري إقليمي لإعادة وحدة أراضي مالي أمر مطروح، لكن لم يتلق حتى الآن تفويضا من الأممالمتحدة.