عدل رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم مفتاح كويدير عن استقالته من منصبه بعدما قرر رمي المنشفة في وقت سابق، على خلفية الأزمة المالية التي يتخبط فيها الاتحاد الليبي والمشاكل المتراكمة في محيط كرة القدم، حسبما أعلنت عنه التقارير الصحفية الليبية التي أوضحت أن وزارة الشبيبة والرياضة الليبية والعديد من رؤساء النوادي فضلوا التدخل في هذه القضية وأصروا على استمراره في منصبه، رغم إقرارهم بالأزمة التي تطال الاتحاد الليبي. قرار مفتاح كويدير بالاستقالة ثمّ عدوله عنه بعد أيام قليلة فقط وصمت السلطات العليا في البلاد في الوهلة الأولى ثم تحركها بعدها الاحتواء الأزمة، يجرنا إلى التشكيك في نوايا الليبيين الذين يريدون شن حرب نفسية على الجزائريين، قبل موعد المباراة الهامة التي تنتظر المنتخبين خلال شهر سبتمبر المقبل، لحساب الدور الأخير من تصفيات أمم إفريقيا 2013، من خلال إيهام وتمويه الطرف الجزائري بالأزمة والأوضاع التي تعيشها الكرة الليبية لجعل أشبال الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش يفقدون تركيزهم أكثر حول هذا الموعد، لاسيما وأن هيئة مفتاح كوديدير في وقت سابق شددت على عدم الرجوع في قرارها بالانسحاب في حال عدم تسوية المشاكل التي يعيشها الاتحاد، لكن لم تمر أيام فقط حتى عدلوا عن موقفهم الذي يتزامن مع بلوغ الأزمة ذروتها، بدليل أن المنتخب ألغى تربصه التحضيري بمدينة بنغازي على خلفية الأزمة المالية الخانقة، كما أن مستقبل الدورة الودية المقررة خلال شهر رمضان تسير نحو الإلغاء، وهو ما يطرح أكثر من تأويل حول خرجة الاتحاد الليبي الذي لم يكفه ممارسة الضغوط على "الكاف" و"الفيفا" قصد إيهامهما بتحسّن الأوضاع في البلاد لترسيم لقاء الجزائر بطرابلس، حتى عمد إلى شن حرب نفسية بطريقتها الخاصة، لكن ولسوء حظه أن الطرف الجزائري بدا غير مكثرت تماما بما يحدث هناك لا من قريب ولا من بعيد، بدليل أن الناخب الوطني تجاهل الحديث عما يدور في الكواليس مركزا فقد على ضرورة التحضير لمعركة الميدان، وهو ما لمسناه أيضا من خلال التصريحات الأخيرة لأشباله الذين فضلوا عدم الخوض في هذه الأمور.