اسمها "فضيلة"، شابة في الثانية والثلاثين من العمر، كتب لها القدر أن يكون رفيقها في الحياة مرض خبيث أصاب إحدى ساقيها منذ سن ال 17 سنة، هي تحلم أن تعيش كغيرها من الفتيات حياة هنيئة وصحة جيدة وتكوين أسرة وبيت، لكنها الآن طريحة الفراش في المركز الاستشفائي الجامعي بولاية البليدة تنتظر رحمة السماء ووقفة من المسؤولين وعلى رأسهم وزير التضامن الوطني، جمال ولد عباس. قصة "فضيلة" روتها لنا أمها وهي تذرف الدموع، وكلها أمل أن تجد من خلال ندائها هذا منقذا لابنتها من هذا المرض الخبيث الذي طال أمده، بداية مرضها يعود إلى سنة 1990 حينما كان عمرها 17 سنة، وقد عولجت عدة مرات بالمستشفى الجامعي "سعادنة عبد النور" بسطيف لكنهم لم يتمكنوا من تشخيص المرض، وفي سنة 1991 تنقلت إلى المستشفى العسكري بعين النعجة، وهناك تم تشخيص المرض، وهو عبارة عن ورم أصاب الركبة، وأجريت لها العملية الأولى بنفس المستشفى، لكن في السنة الموالية عاودها المرض فأجريت لها عملية ثانية من نفس الطبيب، لكن دون جدوى. وتستطرد قائلة "أمام هذه الوضعية الخطيرة تم تحويل ابنتي على وجه السرعة من مستشفى عين النعجة إلى مستشفى "Cochin" بفرنسا وهناك أجريت لها مرة أخرى عملية جراحية ووضع لها مسمار، ولأن رجلها كانت مثبتة فكانت تمشي بالعكازين، وهو ما أدى بها في إحدى المرات إلى السقوط في البيت لتتعرض إلى كسر جديد أدخلها مصلحة الإنعاش لمدة 8 أيام، لتبدأ جولة جديدة من المعاناة فقصدت عدة مستشفيات، وبعد إجراء فحص تبين أن المسمار قد تكسر، وعندئذ تنقلت إلى مستشفى عين النعجة حيث رفضوا معالجتها، لتنتقل بعد ذلك إلى مستشفى زميرلي بالحراش، وقد تم توجيهها إلى مستشفى فرنسا مرة أخرى وأجريت عليها عملية جراحية أخرى من نفس الدكتور لكنه تكسر مرة أخرى. وتواصل الأم بحسرة سرد تفاصيل معاناة ابنتها فضيلة، مشيرة إلى أنه منذ ذلك الحين اشتد عليها الألم وأصبحت شبه معوقة حركيا، لتبدأ مرة أخرى رحلة المعاناة بين مختلف المستشفيات غير أن تأطيرها الطبي رفض معالجتها، ليستقر بها المطاف أخيرا بمستشفى البليدة حيث خضعت لفحوصات وتقرر بعدها في فيفري 2007 إجراء العملية، وبقيت في غرفة الإنعاش ثمانية أيام كاملة فقدت خلالها الكثير من الدم، بسبب النزيف الحاد والمتواصل من رجلها، وما تزال في المستشفى وجرحها يزداد عمقا وخطرا، والآن أصبحت تقريبا عاجزة عن المشي. معاناة فضيلة وصراعها مع حالتها الصعبة، جعل عائلتها تعيش ذات الألم يوميا، فوضعها المادي أرهق كاهل والدها "نور الدين" الذي يعاني من عدة أمراض منها الضغط ومرض القلب وقلة السمع، لذلك فهم يرجون من المسؤولين إنقاذ ابنتهم من محنتها.