أظهرت بيانات حكومية أميركية أن أسوأ جفاف تواجهه الولاياتالمتحدة منذ أكثر من 50 عاما ألحق خسائر ضخمة فاقت التوقعات بمحاصيل الذرة والصويا وتسبب في هبوط حاد للمخزونات المحلية من الحبوب.ورجحت وزارة الزراعة الأميركية أن ينخفض محصول الذرة هذا العام بنسبة 13% عن العام الماضي، وأضافت أن المحصول سيبلغ بمجمله للعام 10.8 مليارات بوشل وهو أدنى مستوى له منذ عام 1995، وسيكون ذلك ثالث محصول مخيب للآمال على التوالي لأكبر منتج للذرة في العالم.والبوشل هو أداة قياس بريطانية وأميركية للأحجام الجافة وتستعمل لقياس السلع الأساسية الجافة وغالبا في الزراعة، والبوشل يساوي ثمانية جوالات.ومن شأن هذه التوقعات أن تزيد المخاوف من أن العالم يتجه لأن يشهد تكرارا لأزمة أسعار الغذاء التي شهدها في عام 2008 عندما قل إنتاج الغذاء وزادت الأسعار لمستويات قياسية، وقالت وكالة تابعة للأمم المتحدة إن أسعار الغذاء قفزت بنسبة 6% في جوان الماضي.وفي حين لم يؤثر أحدث تقرير لوزارة الزراعة على أسعار الحبوب القريبة من مستويات قياسية في بورصة شيكاغو إلا أن الأرقام ربما تضيف إلحاحا على المناقشات المتجددة بشأن الغذاء والوقود والتي تركز على برنامج إنتاج الإيثانول في الولاياتالمتحدة الذي يقضي باستخدام نحو 40% من الذرة لإنتاج وقود للسيارات والشاحنات.الإيثانولوناشد منتجو الماشية وشركات تعبئة اللحوم الحكومة الأسبوع الماضي لتقليل أو إلغاء برنامج الإيثانول بسبب نقص المحصول، وحتى مع تخفيضات حادة لتوقعات الحكومة للصادرات واستخدام الإيثانول فإن مخزونات الذرة الأميركية في نهاية الصيف القادم ستنخفض إلى 650 مليون بوشل فقط أو ثلاثة أسابيع من الإمدادات وهي الأصغر في عقدين.وستكون المخزونات الأميركية من الصويا -وهي مكون رئيسي لعلف الماشية- الأصغر في تسع سنوات بعد أن قالت وزارة الزراعة إن حجم المحصول هذا الخريف سيبلغ 2.69 مليار بوشل فقط وهو رقم يقل بنسبة 4%عن توقعات المتعاملين وستنخفض المخزونات إلى 115 مليون بوشل وهو ثاني أدنى مستوى منذ 1973.وقفزت أسعار الذرة التي صعدت بأكثر من 60% منذ منتصف جويلية الماضي إلى مستوى قياسي لفترة وجيزة عقب إصدار وزارة الزراعة الأميركية تقريرها، وتراجعت في وقت لاحق مع تقييم التجار علامات على أن التكلفة المرتفعة ستساعد في تقليل الطلب.واحتفظت أسعار الصويا بمكاسب بلغت نحو 2% رغم أن بعض المتعاملين قالوا إن التوقعات التي قدمتها الوزارة ربما يتضح أنها مفرطة في التشاؤم لأن أمطارا متأخرة تبعث على الأمل لزراعات الصويا.ويخشى الكثيرون أن الأسعار القياسية المرتفعة وهبوط المخزونات سيهيمنان على أسواق السلع لعام آخر على الأقل، وقد يزداد الوضع سوءا إذا دفعت علامات على نقص في المحصول بعض الدول إلى فرض حظر على التصدير أو القيام بمشتريات مذعورة مثلما فعلت أثناء الصعود الحاد لأسعار الغذاء في 2008