أكد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الفهم الخاطئ للدين والتطبيق الخاطئ له هو سبب تأخر المسلمين، وأن السياسات الاستبدادية التي حكمت المسلمين منذ قرون أفقدتهم القدرة على الإبداع والعطاء، وبرّأ الإسلام من المشكلات الحضارية التى يمر بها العرب، مذكرا بأن الحضارة الإسلامية سادت العالم لعدة قرون وخرّجت عباقرة لا تزال البشرية إلى اليوم تنهل من معين عطائهم من أمثال الخوارزمي، وابن رشد، وابن النفيس، وابن خلدون، وغيرهم. وتحدث العلامة القرضاوي في محاضرة ألقاها بجامعة قطر منتصف الشهر الجاري، عن تأثير الإسلام ومرجعيته بالنسبة للعالم العربي وجوانب من تأثير الإسلام في شخصية المسلم وشموليته، الذي يتعامل مع مشكلات الإنسان من بداية مرحلته الجنينية إلى وفاته، كما تناول أسباب تخلف العرب وبيان العلاج الناجع لمشكلاتهم الحضارية. مشيرا إلى استحالة تضييق الهوة الحضارية بين الغرب والعالمين العربي والإسلامي إلا إذا عملنا بإخلاص وإتقان حتى نحقق مراد الله سبحانه وتعالى الذي خلقنا من أجله جل شأنه، كما تحدث عن أهمية التعليم والتميز في مجال المناهج التعليمية النابعة من مصالح شعوب المنطقة، ولا مانع من الاستفادة من خبرات الغرب شريطة تكييفها مع مجتمعاتنا. وقال القرضاوي أمام الحضور الأمريكيين إنه يعارض السياسة الأمريكية بشدة ولكنه لا يعادي الشعب الأمريكي الذي يحترم الكثير من جوانب الجد والمثابرة فيه، وبرّر معارضته برغبة العرب في العيش بحرية في أوطانهم بعيدا عن التدخل الأجنبي، «فنحن نريد أن نسوس بلادنا بعقولنا لا بعقول غيرنا واملاءاتهم"، مشيرا إلى أنه يمكننا أخذ الكثير من أمريكا في مجال العلوم وحسن الإدارة. وانتقد الشيخ التأويل المخل والتعامل بانتقائية مع الدين الإسلامي وأحكامه ومنهاجه، الأمر الذي جلب الكثير من الشرور على الأمة وجعل الكثيرين يفهمون الإسلام بشكل خاطئ، مبرزا تكريم الإسلام للمرأة ودورها المحوري في حياة المجتمع المسلم، ما ينفي تهمة يكررها الكثير من الغربيين حول ضيمها وسلبها حقوقها.