انتقد مجموعة من مشايخة جامع الأزهر المصري الفتوى الأخيرة لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ، يوسف القرضاوي، والتي تحرم شرعا بناء حكومة مبارك للجدار الفولاذي على الحدود مع غزة ووصف حجج السُّلطة بالواهية وغير المقنعة، وقد اتهم الشيوخ في تصريحاتهم القرضاوي بعدم العدل والتبصر في إصدار الفتوى التي وصفوها بالخاطئة. بعد يومين من إصدار رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلاّمة يوسف القرضاوي لفتواه القاضية بتحريم بناء الجدار المصري الفولاذي شرعا، على الحدود مع قطاع غزة لمنع الفلسطينيين من تهريب الغذاء والدواء للقطاع المحاصر منذ سنتين، أعلن أعضاء في مجمَّع البحوث الإسلامية بالأزهر بمصر، أن ''فتوى القرضاوي خاطئة'' وأن العلاّمة تنقصه الموضوعية والاتزان في الإفتاء، حيث قال عضو مجمَّع البحوث الإسلامي الدكتور عبد المعطي حجازي، أن ''الأصل في الإفتاء هو الإطلاع على كافة الجوانب للموضوع وتحقيق العدالة في الإفتاء''، وأن ''فتوى القرضاوي غاب عنها العدل، الموضوعية والتوازن''. في حين، ذهب الدكتور عبد الله النجار بعيدا في الدفاع عن مشروع بلده لبناء الجدار الفولاذي لعزل سكان غزة وتشديد الخناق عليهم، قال ''بناء الجدار واجب لمنع الفتن''، مضيفا أنه ''يُستعمل على وضع الأمور في نصابها لتنظيم الدخول والخروج''. وفي السياق ذاته، لم يكتفِ هؤلاء الباحثين بانتقاد فتوى رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين وإنما راحوا يدافعون عن مشروع السُّلطات المصرية لحماية إسرائيل وإحكام الخناق على غزة، حيث وصف الجدار بالمانع لمخطط إسرائيل باستخدام الفلسطينيين كرأس حربة بعد فشلهم في استرداد أرضهم، فيجبروهم للنزوح إلى سيناء المصرية، وهي الحجج غريبة على الأزهر الذي يعمد دائما لتبني الموقف الرسمي للحكومة، وحتى إن كان ذلك على حساب أشلاء أطفال غزة الذين يعانون منذ سنوات من تواطؤ مصر مع تل أبيب التي تحاصرهم وتمنع عليهم الطاقة والغذاء وحتى الدواء، حيث منعت مصر المساعدات الإنسانية من الدخول عبر معبر رفح. وكان، القرضاوي، قد شدد على السخط العام من الجدار المصري الذي شبهه بالجدار العازل الذي أقامته إسرائيل في الضفة الغربية، قائلا: ''إني لم أقابل مصريا حرا إلا وهو ساخط على الجدار الحديدي، وما قابلت عربيا ولا مسلما ولا إنسانا شريفا في شرق أو غرب إلا وهو ينكر إقامة هذا الجدار الذي لا نظير له إلا جدار إسرائيل العازل''. وتابع ''إن إسرائيل تقيم جدارا عازلا لخنق الفلسطينيين، ومصر تقيم جدارا آخر، هو في النهاية يصب في صالح الإسرائيليين''. دعا القرضاوي ''كل أصدقاء مصر ''إلى أن يضغطوا عليها لتتراجع عن هذه الجريمة التي لا مبرر لها''، كما طالب ''الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي أن يتدخلا لوقف هذه المأساة''.